اعلان ماس فيتالس

مخدرات النيل: كيف ظهرت زراعة البنقو في قلب الشمال السوداني؟

دنقلا، الغد السوداني – في تطور صادم وغير مسبوق، أعلنت السلطات في الولاية الشمالية بالسودان ضبط أول مزرعة لزراعة “البنقو” في جزيرة بمحلية البرقيق، وهو أمر لم تشهده المنطقة تاريخياً. تعد هذه الضبطية الأولى من نوعها في الولاية الشمالية، مما أثار تساؤلات حول دلالات الحادثة وأبعادها.

 

وفقًا للمكتب الصحفي للشرطة، عُثر على كمية من الشتول المزروعة داخل الجزيرة، في واقعة تكشف عن تحول غير متوقع في نمط الجريمة المنظمة في السودان. ورغم أن البلاد تعد من أكبر منتجي القنب في إفريقيا، حيث يُسهم بنسبة 60% من الإنتاج القاري، إلا أن نشاط زراعة البنقو ظل محصوراً في مناطق محددة، أبرزها الردوم بجنوب دارفور.

 

  • اختراق أمني أم مؤشر لتحول الزراعة؟

الخبراء يشيرون إلى أن هذه الحادثة قد تكون مؤشراً خطيراً على محاولة نقل زراعة البنقو إلى مناطق جديدة بسبب الظروف الجغرافية والسياسية، بعيداً عن التضاريس الوعرة والمراقبة الأمنية المكثفة التي تعرفها مناطق الإنتاج التقليدية.

 

تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الجهود الأمنية لمكافحة تجارة البنقو، حيث سبق أن ضبطت السلطات شحنة كبيرة من البنقو بالقضارف، في عملية تُعد الأكبر في المنطقة خلال السنوات الأخيرة.

 

  • الجزر الشمالية: ملاذ جديد؟

يتميز الشمال السوداني بموقعه الجغرافي المهم وقربه من الحدود المصرية، مما قد يجعل المنطقة هدفاً استراتيجياً جديداً للمهربين ومزارعي المخدرات. يُذكر أن الجزر الواقعة على نهر النيل تمتاز بعزلتها وصعوبة الوصول إليها، وهو ما قد يكون السبب في اختيار هذه الجزيرة كموقع للزراعة.

 

هذه الحادثة تفتح الباب أمام تساؤلات ملحة حول قدرة السلطات السودانية على مواجهة انتشار زراعة البنقو خارج نطاقها التقليدي، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه البلاد.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.