
20 عامًا على نيفاشا: السودان وجنوب السودان بين الماضي والحاضر
نيروبي، الغد السوداني – في مثل هذا اليوم قبل عشرين عامًا، اجتمع نائب الرئيس السوداني المعزول آنذاك، علي عثمان محمد طه، وزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان، جون قرنق، في العاصمة الكينية نيروبي لتوقيع اتفاقية السلام الشامل (نيفاشا). هذا الحدث التاريخي أنهى أطول حرب أهلية في إفريقيا، استمرت أكثر من عقدين، وأودت بحياة حوالي مليوني شخص.
- ميلاد الأمل
الاتفاقية التي وُقعت وسط احتفاء دولي منحت جنوب السودان حكمًا ذاتيًا لمدة ست سنوات، مع حق تقرير المصير عبر استفتاء في 2011. كما تضمنت تقاسم الثروات النفطية بين الشمال والجنوب، وتحديد مسار زمني للانتخابات الوطنية.
لكن سرعان ما واجهت العملية تحديات صعبة. وفاة جون قرنق بعد أشهر من توقيع الاتفاقية وضعت السلام على المحك، حيث اندلعت التوترات مجددًا بين أطراف الصراع.
- السلام الذي قاد إلى الانفصال
في عام 2011، صوت شعب جنوب السودان بأغلبية ساحقة لصالح الانفصال، لتولد بذلك أحدث دولة في العالم. ومع ذلك، لم تدم أحلام السلام طويلًا، إذ سرعان ما غرقت الدولتان في صراعات داخلية وانقسامات سياسية حالت دون تحقيق الاستقرار المنشود.
- الإرث الثقيل
بعد عقدين من توقيع الاتفاقية، لا تزال آثار النزاع والصراع تخيم على السودان وجنوب السودان. في السودان، تفاقمت الأزمة السياسية والاقتصادية مع استمرار النزاعات في دارفور وجبال النوبة. وفي جنوب السودان، أدى الصراع الداخلي إلى أزمات إنسانية واسعة النطاق، تسببت في نزوح الملايين.
- انعكاس تاريخي
اليوم، وبعد مرور 20 عامًا، يبقى السؤال قائمًا: هل حققت نيفاشا السلام أم كانت مجرد هدنة مؤقتة في طريق الصراعات المستمرة؟