
فاتورة الماء.. رفاهية جديدة في عاصمة العطش
الخرطوم، الغد السوداني – في خرطومٍ تغرق في همومها اليومية، خرجت هيئة مياه ولاية الخرطوم لتعلن بأسلوب درامي عن حاجة مواطني العاصمة السودانية إلى القيام بواجب “وطني” عاجل: سداد فاتورة استهلاك المياه.
المهندس المستشار محمد علي العجب، المدير العام للهيئة، كشف في تعميم صحفي يوم (الجمعة) أن تحصيل الفواتير بات ضعيفًا للغاية، كضعف تدفق الماء من الصنابير في بعض الأحياء. وأضاف العجب أن المياه “أصبحت صناعة مكلفة”، محذرًا من أن استمرار هذه الصناعة يتطلب أموالًا طائلة تعادل ثمن مشروب غازي مستورد لكل مواطن!
وبلهجة لا تخلو من التهديد المغلف بالدعابة، أشار إلى أن ارتفاع تكلفة تشغيل المحطات وشراء قطع الغيار جعل من “شرب الماء رفاهية” توازي امتلاك سيارة فارهة. وبينما أثنى على جهود العاملين في المحطات والآبار، دعا مجتمع الولاية إلى الاستجابة للحملة المقبلة لتحصيل الفواتير.
لكن بين الدعوة لتحصيل الأموال والواقع، يهمس المواطنون بتساؤل ساخر: “هل هذا التحصيل سيكون لصالح تحسين الخدمة؟ أم أنه تحصيل حاصل؟”.