
ما تأثيرات الحرب “الإسرائيلية الإيرانية” على إقتصاد السودان؟ د. المهل يُجيب
الغد السوداني_خاص
قال أستاذ الإقتصاد بجامعة السودان د. عبد العظيم المهل بتصريحه لـ”الغد السوداني” إن الحرب “الإسرائيلية الإيرانية” لها تأثيرات اقتصادية سلبية وبعض التأثيرات الإيجابية على اقتصاد السودان، مشيراً إلى أن إرتفاع أسعار الوقود بمكوناته المختلفة يُعد أول تأثير سلبي لجهة أنه يؤثر سلباً بدوره على أسعار الوقود داخل السودان الأمر الذي يؤدي إلى زيادة مركبة في أسعار السلع، وسوف يرتفع سعر الترحيل والنقل وأسعار المنتجات الزراعية والصناعية التي تستخدم الوقود وحتى أسعار تذاكر الطيران سوف تتأثر بسبب ارتفاع سعر الوقود من جانب وارتفاع أسعار التأمين من الجانب الآخر.
وشنّت إسرائيل، يوم الجمعة، هجوماً في إطار عملية «الأسد الصاعد»، بهدف ضرب البرنامج النووي والعسكري في أنحاء متفرقة من إيران، أسفر عن مقتل قادة كبار في القوات المسلحة الإيرانية والحرس الثوري وعلماء إيرانيين وتدمير منشآت رئيسية لتخصيب اليورانيوم في وسط البلاد، من جانبها القوات المسلحة الإيرانية عدة موجات بمئات الصواريخ الباليستية على الدولة العبرية، ليتبادل الطرفين الضربات وسط دعوات إقليمية و دولية للتهدئة.
و لفت المهل إلى تأثر السلع المستوردة عبر البحر بصورة كبيرة بسبب ارتفاع درجة المخاطرة وارتفاع فاتورة التأمين، إضافةً إلى تأثر إمداد الكهرباء والماء سلباً نتيجة لارتفاع سعر الوقود، وكذلك الأمر بالنسبة للزراعة بسبب ارتفاع أسعار الوقود من جانب وارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج من الجانب الآخر.
و نوه إلى أن المشروعات الإيرانية الاقتصادية في البلاد خاصة محطات المياه ستتوقف، بالإضافة إلى وقف استيراد بعض المدخلات العسكرية ، مبيناً أن أعمال التجارة بين البلدين ليست كبيرة.
وأضاف: “أيضا سوف يتأثر السودان بسبب تأثر شركائه في المنطقة خاصة إذا توسعت الحرب وشملت بعض الدول الشقيقة والصديقة للسودان في المنطقة العربية، وهذا يؤدي إلي فقدان مئات الآلاف من السودانيين وظائفهم وحرمان البلاد من تحويلاتهم في هذا الظرف الحرج” .
وتابع: “من المتوقع أن تقل المعونات والاغاثات وبعض مشاريع إعادة الإعمار بسبب انشغال المنظمات الدولية والإقليمية ببؤرة متوترة جديدة”.
أما عن التأثيرات الإيجابية فيرى المهل أن الحرب” الإسرائيلية الإيرانية” ستشغل دولاً عن حرب السودان الأمر الذي ينعكس إيجاباً على الإقتصاد المحلي.
يُذكر أن السودان يعيش أسوأ كارثة إقتصادية بسبب إستمرار القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع الذي اندلع في منتصف أبريل من العام قبل الماضي، مُخلفاً عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، و مايقارب 15 مليون نازح ولاجئ، فضلاً عن شبح المجاعة الذي يهدد حياة “25” مليون سوداني، وإضافة إلى تدمير البنية التحتية للبلاد بما فيها المصانع والمشاريع الزراعية ،وفقدت معظم الاسر السودانية مصدر دخلها نتيجة للحرب، وارتفعت أسعار السلع، وتراكمت أزمات الطاقة والمياه والسيولة والعطالة والفقر والتضخم.