
استهداف المحطات الكهربائية .. تقويض الاقتصاد الوطني
اطلقت قوات الدعم السريع سربا من الطائرات المسيرة استهدفت محطة التوليد الكهربائي بسد مروي بالولاية الشمالية مما ادي إلى اضرار وقطع عام للتيار الكهربائي عن مدينة مروي واستهدفت محطة كهرباء مروى للمرة الثالثة خلال شهر ما أدى إلى أضرار كبيرة وانقطاع التيار الكهربائي عن عدة مدن في الولاية الشمالية بينها مروي، دنقلا، وكريمة والبحر الاحمر. فيما راى مواطنون ان الاثر سيمتد الى العمليات الزراعية وتوفير مياه الشرب بجانب الاثر على الخدمات الصحية والاسواق.
فى الثالث عشر من يناير الماضي استهدفت قوات الدعم المحطة الكهربائية حيث تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر اندلاع حريق في المحطة التحويلية للكهرباء، وهي المحطة الناقلة للكهرباء من السد إلى الشبكة القومية التي تغذي عددا من الولايات السودانية بالطاقة الكهربائية ما ادى الى انقطاع في خدمات الكهرباء في عدد من المدن ومن بينها مروي وبورتسودان، وأم درمان، وعطبرة ودنقلا، وادى الهجوم الى احتراق مفاعل خط المرخيات الكهربائي وفقا لوزير الطاقة محى الدين نعيم.
يعد هذا الهجوم هو الخامس منذ بدء استهداف محطة مروى الكهربائية، مما أدى إلى انقطاع وتذبذب التيار الكهربائى في أجزاء واسعة من ولايات السودان.
ووفقا لمعطيات الواقع هذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها محطة توليد كهرباء سد مروي التي تقع شمال السودان، كما تعتبر مروي منطقة تمركز بديلة للقوات الجوية، وتضم أكبر مشروعين زراعيين في الولاية الشمالية تم إنشاؤهما منذ عهد الاستعمار الإنجليزي. كذلك يعتبر السد من أبرز معالم المدينة، ويقع في منطقة الحمداب على بعد 350 كلم شمالا من الخرطوم، و40 كلم من وسط مدينة مروي. يشار إلى أن الدعم السريع كانت استهدفت أكثر من مرة عبر المسيرات محطات للكهرباء في ولايتي القضارف وسنار ونهر النيل، فضلا عن سدي أعالي عطبرة وستيت الذي ينتج 320 ميغاواط.
يذكر أن سد مروى ينتج 1250 ميقاواط ، بينما سدي أعالي عطبرة وستيت ينتج 320 ميقاواط وهو ما يشكل نحو 60% من الطاقة الكهربائية المنتجة في السودان.
يشتمل مشروع سد مروى الذي إكتمل إنجازه في عام 2009 على كافة الأعمال المدنية اللازمة لإنشاء السد بسعة تخزينية تقدر بحوالي 12.5 مليار متر مكعب، ومحطة التوليد وخطوط نقل الكهرباء ومحطات التحويل المتصلة بها، كما يشمل المشروع توريد وتركيب كافة الالات والمعدات والتجهيزات الهيدروميكانيكية والكهروميكانيكية والكهربائية.
يقول الخبير فى مجال السدود ابراهيم شقلاوى ان لسد مروي اهمية استراتيجية وتنموية من خلال موقعه في الولاية الشمالية على بعد 350 كيلومترا شمال العاصمة الخرطوم، اكتمل بناؤه عام 2009 بهدف تحقيق مجموعة من الأهداف التنموية. يعد السد المصدر الرئيس لتوليد الطاقة الكهربائية، إذ ينتج نحو 1250 ميغاواط، ما يغطي 45% من احتياجات السودان من الكهرباء، كما يسهم في حماية أراضي الولاية الشمالية من فيضانات النيل، ويعزز المشاريع الزراعية والصناعية التي تعتمد على بحيرة التخزين بطول 176 كيلومترا.
وقال ان موقعه استراتيجي اتاح فرصا لتعزيز الأمن الغذائي وتطوير القطاعات الإنتاجية ما جعله ركيزة أساسية في مساعي تحقيق التنمية المستدامة.
ووفقا لتقارير فنية من مصادر بإدارة الكهرباء متطابقة مع تقارير عسكرية استهدفت الهجمات محولات الكهرباء والمرافق الحيوية الأخرى، رغم تصدي المضادات الأرضية لعدد من الطائرات المهاجمة.
ويرى شقلاوى ان الاستهداف المتكرر لمنشات حيوية يكشف عن نوايا تهدف الى تقويض الاقتصاد الوطني وزعزعة استقرار البلاد، بما في ذلك تعطيل شبكات الكهرباء التي تعتمد عليها مناطق واسعة من السودان في الإنتاج الزراعي والصناعي، بجانب مياه الشرب، مثال ذلك محطة (مياه المنارة) بولاية الخرطوم التي تغذي محليتي أمبدة وكرري المكتظتين بالسكان.
واضاف ان استهداف قوات الدعم السريع لسد مروي يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني خاصة المادة (52) من البروتوكول الإضافي الأول لعام 1977 التي تحظر الهجمات على الأعيان المدنية، باعتبارها لا تسهم مباشرة في العمليات العسكرية. كما يصنف هذا الفعل ضمن جرائم الحرب وفقا للمادة (8) من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
ويقول شقلاوى لا تقتصر تداعيات استهداف سد مروي على الأضرار المادية المباشرة بل تمتد إلى إضعاف قدرة السودان على الحفاظ على استقراره الاقتصادي والاجتماعي. إذ يمثل السد محورا رئيسيا لشبكة الكهرباء القومية، وأي انقطاع في التيار الكهربائي يؤثر على مختلف القطاعات، بما فيها الزراعة والصناعة والخدمات العامة والخدمات الصحية، كما تعمق هذه الهجمات معاناة المواطنين في ظل أزمات اقتصادية خانقة.
ابوبكر عبدالله مواطن بالولاية الشمالية أشار إلى معاناة المواطنين خاصة المزارعين منهم جراء تكرار استهداف المحطة، وقال هنالك معاناة كبيرة في الري الزراعى (مولدات كهربائية) للسواقي الزراعية الصغيرة ، وايضا المشاريع الكبيرة والتي توقفت بسبب انقطاع الكهرباء مما أدى إلى عطش المحاصيل الزراعية أبرزها محصول الفول المصري ومحصول القمح، بجانب تاثرأشجار النخيل التي تحتاج خلال هذه المواقيت إلى المياه بصورة مستمرة.
كما ان انقطاع التيار الكهربائي أدى إلى انقطاع مياه الشرب عن الأحياء السكنيه وقد يعاني المواطنين معاناة كبيرة جراء عدم توفر المياه خلال شهر رمضان الكريم ، بجانب تأثيرانقطاع الكهرباء على القطاع الصحي، وقد تخرج بعض المراكز الصحية في القري عن الخدمة بسبب عدم قدرتها على توفير الجازولين ما يؤدي إلى الهجرة إلى المدن الكبيرة وبذلك تزيد معاناة المريض وأسرته.