
من السودان إلى الساحل: كيف أعادت الأزمات تشكيل إفريقيا في 2024؟
بينما يشهد السودان صراعًا ممتدًا يلقي بظلاله على الإقليم، كانت القارة الإفريقية في 2024 مسرحًا لتحولات كبيرة، أبرزها موجة الانتخابات الرئاسية التي عمت 14 دولة، وحركات تحالف جديدة بين دول الساحل، وتحديات المناخ التي أربكت الحياة اليومية لملايين الأفارقة. هذه التطورات لم تقتصر آثارها على القارة فحسب، بل أثرت على التوازنات الدولية وسط تراجع النفوذ الفرنسي وزيادة الانخراط الروسي.
فيما يلي حصاد العام الإفريقي، متناولًا أبرز الأحداث التي أعادت تشكيل المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي، بدءًا من التحولات الديمقراطية إلى صراعات البقاء والهجرة، مع نظرة خاصة لتأثيرات السودان الإقليمية.
حصاد العام: تحولات سياسية وتغيرات مناخية فارقة
- عام الانتخابات الرئاسية بامتياز
شهدت القارة انتخابات رئاسية في 14 دولة، منها السنغال التي قدمت نموذجًا ملهمًا بفوز المعارضة بقيادة باسيرو ديوماي فاي، الذي أصبح أصغر رئيس إفريقي. وبرزت ناميبيا بتعيين أول رئيسة في تاريخها، نيتومبو ندايتواه، التي فتحت آفاقًا جديدة لتمثيل النساء في السياسة.
في المقابل، حافظت دول أخرى على نهج إعادة انتخاب رؤسائها، مما أثار تساؤلات حول مستقبل الديمقراطية في إفريقيا ومدى احترام اختيارات الناخبين.
- التحالفات الجديدة والصراع في الساحل
شهد الساحل الإفريقي إنشاء “تحالف الساحل” بقيادة الأنظمة العسكرية في مالي والنيجر وبوركينا فاسو، مدعومًا من روسيا، بينما استمرت “إيكواس” في فقدان السيطرة على الأوضاع في المنطقة. وعلى الصعيد الدولي، خسرت فرنسا نفوذًا حيويًا لصالح روسيا، التي عززت شراكاتها مع حكومات جديدة.
- تغيرات مناخية وكوارث طبيعية
ألقت الكوارث المناخية بظلالها على حياة ملايين الأفارقة، حيث تسببت الفيضانات والأعاصير في نزوح مئات الآلاف وخسائر اقتصادية كبيرة، خاصة في تشاد ونيجيريا. وفي المقابل، عانت دول مثل المغرب وزامبيا من جفاف قاسٍ.
- أحداث بارزة أعادت تشكيل القارة
الهجرة غير الشرعية: سجلت جزر الكناري أرقامًا قياسية بوصول أكثر من 60 ألف مهاجر، بينما فقد الآلاف حياتهم في محاولات العبور، مما يعكس أزمة متفاقمة بين الشباب الأفارقة.
كأس العالم 2030: نجح المغرب، بالتعاون مع إسبانيا والبرتغال، في الفوز بتنظيم المونديال، ما يمثل إنجازًا رياضيًا وسياسيًا كبيرًا للقارة.
جدري القردة: انتشر المرض في دول وسط إفريقيا، مما أدى إلى استنفار صحي كبير.
- السودان كنقطة ارتكاز إقليمية
بينما يشهد السودان أزمة ممتدة، يبرز تأثيره على ملفات مثل الهجرة والنزاعات الإقليمية، مما يعيد تعريف ملامح الأمن والاستقرار في إفريقيا. ومع اقتراب عام 2025، تظل إفريقيا أمام تحديات وفرص كبيرة، على رأسها تعزيز الديمقراطية وتحقيق التنمية المستدامة.