اعلان ماس فيتالس

إن نفذت إيران تهديدها.. ما تداعيات إغلاق مضيق هرمز؟

الغد السوداني_متابعات

مع تصاعد التوترات في أعقاب الضربات الإسرائيلية على إيران، عادت المخاوف من تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز، أحد أهم شرايين النفط في العالم،وعلى وقع هذا التصاعد لوح نائب إيراني بإغلاق المضيق.

ويقع مضيق هرمز بين سلطنة عُمان وإيران، ويُشكل بوابة إستراتيجية تربط الخليج العربي بخليج عُمان وبحر العرب، ويُعد أهم ممر نفطي في العالم، وتعبر من خلاله كميات ضخمة من صادرات النفط يوميا.

وقال رئيس هيئة لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، بهنام سعيدي، إن بلاده قادرة على إغلاق مضيق هرمز، مضيفًا في مقابلة مع وكالة مهر، اليوم الخميس أن إغلاق هذا المضيق البحري المهم دولياً، خيار مطروح، معتبراً أن لدى إيران خيارات عدة للرد على اعتداءات إسرائيل والدول الأخرى “المتواطئة معها”، سيتم استخدامها وفقاً لمتطلبات المرحلة والظروف المختلفة.

إلى ذلك، أشار إلى أن نوعية وتوقيت، مكان تنفيذ الردود الإيرانية تُحدَّد وفقاً لتقدير القيادات السياسية والعسكرية، إلا أنه أكد أن “إغلاق مضيق هرمز يُعدّ من بين الخيارات المحتملة”، وختم قائلاً إنه “يجب على أعداء بلاده أن يدركوا أنه إذا تم تهديد شعبنا فالرد سيأتي بلا شك حاسماً وساحقاً”.

ونقلت شبكة “سى إن إن” الأمريكية عن خبراء قولهم إنه لم يحدث حتى الآن أى اضطرابات جوهرية فى تدفق النفط العالمي. ومع ذلك، إذا تعطلت صادرات النفط، أو إذا حاولت إيران إغلاق مضيق هرمز، فقد يواجه سوق النفط العالمى أزمة وجودية. ويرجع ذلك إلى أن هذا المضيق المائى الضيق الواقع بين سواحل إيران وسلطنة عمان يُعدّ أحد أهم نقاط تدفق النفط فى العالم.

وارتفعت أسعار النفط يوم الثلاثاء مع متابعة المتداولين لأى انقطاعات محتملة فى الإمدادات. وارتفعت العقود الآجلة للنفط الأمريكى بنسبة 4.28% لتستقر عند حوالى 74.84 دولارًا للبرميل، وهو أعلى سعر إغلاق منذ يناير. وارتفع خام برنت، وهو المعيار العالمى، بنسبة 4.4% ليصل إلى 76.45 دولارًا للبرميل

وأوضحت “سى إن إن” أن المضيق يربط الخليج العربى بالمحيط المفتوح، وهو قناة رئيسية لصادرات النفط والغاز الطبيعى المسال من الشرق الأوسط إلى السوق العالمية. ووفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، يتدفق حوالى 20 مليون برميل من النفط عبر المضيق يوميًا.

وصرح روب ثوميل، كبير مديرى المحافظ الاستثمارية فى شركة تورتويز كابيتال للاستثمار فى الطاقة، بأن أى تعطل محتمل فى مضيق هرمز سيؤدى إلى ارتفاع أسعار النفط إلى نحو 100 دولار للبرميل، وأضاف أن استمرار عمل مضيق هرمز “ضرورى للغاية” لصحة الاقتصاد العالمي.

ويعد الشرق الأوسط حجر الزاوية في منظومة الطاقة العالمية، ليس فقط لوفرة موارده، بل لأنه يضم عددا من أكبر منتجي ومصدري النفط والغاز في العالم، فالسعودية وإيران والعراق والإمارات والكويت وقطر من أكبر موردي الوقود الأحفوري في العالم، مما يجعله الشريان الحيوي الذي يغذي الاقتصاد العالمي، لا سيما في آسيا وأوروبا.

ووفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، بلغ متوسط تدفق النفط عبر المضيق في عام 2022 نحو 21 مليون برميل يوميا، أي ما يعادل حوالي 21% من إجمالي الاستهلاك العالمي للنفط، مما يعكس أهميته الحيوية لأمن الطاقة العالمي.

ويرى مراقبون أنه ليس من صالح إيران إغلاق المضيق لأن أغلب صادراتها ووارداتها تمرّ في المضيق، وهذا يتضمن مواد غذائية من التي يستخدمها الإيرانيون بصورة يومية. بعبارة أخرى، يمكن خنق إيران من طريق إغلاق المضيق ولكن لا يمكن لإيران أن تخنق الآخرين إذا أغلقت المضيق.

إضافةً إلى أن أكبر الخاسرين من غلق المضيق بعد إيران هم حلفاء إيران، بخاصة الصين. أغلب النفط والغاز الخارج من الخليج يذهب إلى آسيا وليس إلى الولايات المتحدة أو بريطانيا. وتشير البيانات إلى أن نحو 83 في المئة من النفط الخارج من مضيق هرمز يذهب إلى آسيا بينما يذهب نحو 7.5 في المئة إلى أوروبا، أما بالنسبة إلى الغاز المسال فنحو 87 في المئة يذهب إلى آسيا، بعبارة أخرى، ستخسر إيران أصدقاءها إذا عرقلت الملاحة في المضيق.

في السياق، رأى المحلل السياسي نظير مجلي، في تصريحات للعربية/الحدث أن هذا الخيار “قد يكون آخر رصاصة، رغم أنه يضر إيران”.

كما شدد على أنه يؤشر إلى “تطور خطير” في حال حصوله فعلاً، لاسيما أنه يؤذي دولا لا علاقة لها بهذا الصراع، ومن ضمنها الصين، الحليف المهم لطهران. إذ تمر عبره العديد من شحنات النفط المتجهة إلى بكين، عبر “أساطيل شبحية”.

وكانت عدة تقارير غربية أشارت سابقا إلى امكانية إيران على عرقلة حركة الملاحة في هذا المضيق، أو إغلاقه عبر آلاف الألغام البحرية التي قد تنشرها في أعماق المياه

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.