اعلان ماس فيتالس

بين الديار والشتات .. كيف مرَّ العيد على السودانيين ؟

خاص: الغد السوداني

أتى العيد الأول في العالم الثالث لحرب السودان مُحاطاً بأمنيات إنتهاء الحرب وحلول السلام بجميع ربوع الوطن وعودة الحياة إلى طبيعتها، ورغم الواقع الكارثي الذي يعيشه السودانيون بسبب حرب الخامس عشر من أبريل 2023 في المقام الأول وتداعياتها، إلا أن جلهم استطاع أن يحي عيد الأضحى المبارك ولو بإقامة صلاتها التي استحالت وكان ضرباً من الرفاهية على آلاف قابعين تحت نيران الحرب..

كردفان و دارفور.. العيد تحت وطأة الحرب

هذا العام، حل العيد على أهالي دارفور وسط أجواء الحرب القاسية، حيث حلت أصوات المدافع والرصاص محل الألعاب النارية. ويقول المواطن محمد عثمان لـ”الغد السوداني” يعاني المواطنون من ظروف معيشية صعبة، مع نقص الخدمات ونفاد المدخرات المالية، مما جعل شراء الأضاحي تحدياً كبيراً. فقد بلغ سعر الخروف الصغير 150 ألف جنيه سوداني، بينما تراوحت أسعار الأحجام المتوسطة والكبيرة بين 200 و400 ألف جنيه سوداني.

ورغم الأجواء المرعبة، استطاع أطفال مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان الاستمتاع بفرحة العيد وأداء صلاته، لكنهم تنقلوا بحذر بين الأحياء خوفا من مسيرات قوات “الدعم السريع”. وأعرب المواطن علي الزين لـ”الغد السوداني” عن حزنه العميق، مشيراً إلى أن العيد هذا العام يخلو من مظاهر الفرح والبهجة، خاصة بالنسبة للنازحين الذين يعجزون عن تلبية احتياجات أطفالهم أو الاحتفال بالمناسبة.

وأوضح الزين أن سعر الخراف الكبيرة بلغ 500 و600 ألف جنيه سوداني بينما المتوسط والصغير 400 و200 ألف جنيه سوداني.

لم يكن الوضع أفضل كثيرا في ولاية غرب كردفان، التي شهدت معارك حديثة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الموارد وتراجع القدرة الشرائية في الأسواق، خاصة بعد توقف سوق مدينة النهود عن العمل عقب سيطرة قوات “الدعم السريع” عليها. وأشار المواطن خليفة حسن في حديثه لـ”الغد السوداني” إلى أن العيد هذا العام خال من البهجة، حيث يواجه معظم السكان صعوبات في شراء الأضاحي بسبب ارتفاع الأسعار وأضاف أن اسعار الخراف الكبيرة 300 ألف جنيه سوداني بينما المتوسط والصغير 200 و100 ألف جنيه سوداني.

لاجيئي تشاد.. اقتلاع الفرحة من فك القسوة

برغم الوضع الصحي والإنساني المتردي استطاع اللاجئون السودانيون في منطقة أدري التشادية المتاخمة للحدود السودانية بغربه، انتزاع فرحة العيد من فك قسوة الواقع، بمعاونة منظمات سودانية ممولة من أبناء السودان بالخارج.

وقال الحقوقي السوداني أحمد عمر، أحد المشرفين على معسكرات اللاجئين السودانيين بتشاد لـ”الغد السوداني”

إن اللاجئين تجمعوا في الساحات والشوارع و أدوا صلاة العيد وتبادلوا الزيارات والمعايدات والتهاني، لافتاً إلى أن هنالك مجموعات ساعدت في تنظيم العيد كمجموعة مناصرة اللاجئين بشرق تشاد وهم مجموعة سودانيين يقدمون خدمات عموماً في عدد من المعسكرات داخل تشاد وفي دول أخرى مثل جمهورية مصر، وكذلك مبادرتي “من أجلك” و “انقذوا الجنينة”.

وثمن عمر دور المنظمات في تنظيم صلاة العيد وتعزيز الروابط المجتمعية والتعاضد والتكافل وتوزيع لحوم الأضاحي لعدد من المعسكرات.

وتوجد بمنطقة أدري “7” معسكرات قديمة منذ حرب دارفور أي قبل أكثر من عشرين عاماً، إضافة إلى اعداد جديدة من المعسكرات لللاجئين الذين يتدفقون يومياً إلى أدري من مناطق شمال دارفور بسبب المجاعة في المقام الأول والتي سببتها حرب الجيش والدعم السريع و وصلت المجاعة حد أكل أوراق الأشجار.

وتستضيف تشاد  1.3 مليون لاجئ سوداني ، من بينهم 794 ألف شخص عبروا الحدود مع السودان منذ بداية الصراع الحالي بين الجيش ومليشيا الدعم السريع ، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.

الحياة اختلفت والعيد ليس بمعزل

إنسان بحري العائد لدياره بعد أكثر من عام على نزوحه، يخوض كل يوم معارك من نوعٍ آخر لا تقل ضراوة عن المعارك العسكرية، فالخدمات لاتزال متردية و الوضع الاقتصادي يتفاقم كل يوم أكثر هذا بجانب تفشي الوبائيات والأمراض.

فاطمة عمر تحدثت لـ”الغد السوداني” عن العيد ببحري وكيف مر عليهم، قائلةً: “بالتأكيد الحياة اختلفت بعد الحرب في جميع الجوانب، والعيد لم يكن بمعزل عن هذا الإختلاف، وليس لدينا خيارات سوى التعايش مع هذا الواقع، آملة أن تنتهي الحرب ويحل السلام وتعود الحياة لطبيعتها”.

و لفتت فاطمة إلى أن أعداد السكان تمضي في ازدياد لكن أعداد كبيرة لم تأتي إلى ديارها بعد، وأضافت :” ذهبنا إلى صلاة العيد في ساحة المسجد وتبادلنا التبريكات والزيارات مع الموجودين ثم ذهبنا إلى تكية الحي وتم توزيع عدد “2” كيلو لحمة لكل أسرة.

وأردفت : “الغالبية العظمى لم يستطيعوا شراء الأضحية وتبرع الخيرين للتكية وتم شراء ثورين وتوزيع لحومهما للحي “.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.