دورة
اعلان ماس فيتالس

أضاحي بـ”الشراكة” في السودان تخفف معاناة الفقراء والنازحين

الغد السوداني_وكالات

دفعت الأوضاع الإنسانية والمعيشية وكذلك الظروف الاقتصادية التي يعانيها السودانيون بسبب الحرب، إلى البحث عن بدائل لتنفيذ شعيرة الأضحية والتغلب على ارتفاع أسعار الأضاحي بالأسواق في المدن الآمنة، إذ لجأ كثير منهم إلى حلول بديلة ميسرة ومبتكرة لتخفيف الأعباء المالية مثل اللجوء لشراء ذبيحة الأضحية وبخاصة الخراف الكبيرة والعجول وتوزيعها على الجيران غير المقتدرين والفقراء، إضافة إلى النازحين في مراكز الإيواء.

ولجأ مواطنون كثر إلى فكرة المشاركة مع أفراد آخرين في ذبيحة أضحية كاملة لتقليص النفقات المالية والاكتفاء بعدد من الكيلوغرامات، خلال وقت نشط فيه عدد من المغتربين السودانيين في شراء العجول وتوزيعها على الجيران وسكان الأحياء داخل العاصمة الخرطوم وبعض المدن والمناطق، وسط دعوات في وسائل التواصل الاجتماعي لتنفيذ مبادرات شراء ذبيحة الأضحية وتوزيعها على الفقراء في ظل ظروف الصراع المسلح.

مشاركة جماعية

طلال الشريف يسكن منطقة الثورات في أم درمان قال إن “توقف حركة وارد المواشي من مناطق الإنتاج في كردفان ودارفور نتيجة تداعيات الحرب أسهم في ارتفاع الأسعار، لذا لجأ المواطنون إلى حلول بديلة لتخفيف الأعباء المالية وبخاصة في الظروف المعيشية الصعبة التي أفرزتها الحرب”.

وأضاف أن “سكان الأحياء في منطقة الثورات اتجهوا إلى فكرة المشاركة مع بعضهم من خلال شراء الخراف الكبيرة وتوزيعها فيما بينهم لاتباع الشعائر الدينية وحل الأزمة وإسعاد الأطفال”.

وأوضح الشريف أن “فكرة المشاركة الجماعية حققت نجاحاً كبيراً وأسهمت في تجاوز الأزمة وإخراج مواطنين كثر من الضغوط النفسية، فضلاً عن شروع آخرين داخل مدن ومناطق عدة بالبلاد في تنفيذها للمرة الأولى، مما ساعد في تخفيف الأعباء على الأسر”.

تكافل وتعاون

نادر الشيخ أحد مواطني شرق النيل في الخرطوم أشار إلى أن “ارتفاع الأسعار والظروف الاقتصادية الراهنة أجبرت سكان المنطقة على المشاركة في شراء العجول، لذبح الأضحية وتوزيع الأسهم بالتساوي في ما بينهم من أجل تنفيذ الشعيرة الدينية وحل الأزمة”.

وأضاف أن “المواطنين المقتدرين اقتصادياً في منطقة شرق النيل اشتروا الخراف الكبيرة والعجول لذبحها وتوزيعها على الجيران، في صورة تعكس قيم التكافل بين أفراد المجتمع السوداني في ظل الأزمات الإنسانية وتداعيات الصراع المسلح”.

ونوه الشيخ بأن “هذه الحلول والبدائل المبتكرة والميسرة أسهمت في انخفاض الأسعار بالأسواق، فضلاً عن تخفيف الضغوط المعيشية على عدد الأسر وتلبية بعض الحاجات الأساس”.

مبادرات إنسانية

إلى ذلك، شرع عدد كبير من المغتربين السودانيين في تحويل الأموال إلى أسرهم وأقاربهم داخل مدن ومناطق عدة في البلاد، من أجل شراء الخراف والعجول وتوزيعها على الجيران وسكان الأحياء.

ونشط المتطوعون في استخدام مواقع التواصل لحث الخيرين ونجوم الفن والرياضة على ضرورة دعم مبادرات الأحياء في تنفيذ مشروع توزيع لحوم الأضاحي وتحديد أماكن التوزيع.

وفي هذا الصدد، قال الناشط في إحدى المبادرات محمد عامر إنهم “نجحوا في شراء 100 من الخراف الكبيرة و70 من العجول لذبحها وتوزيعها على سكان الأحياء في مناطق عدة بالخرطوم لتخفيف الأوضاع المعيشية المتردية على العالقين داخل العاصمة”.

وأشار إلى أن “المبادرة وعلى رغم طرحها قبل أسبوع واحد فحسب، لكنها وجدت تجاوباً كبيراً من المغتربين والخيرين لإسعاد الأطفال والأسر في مثل هذه الظروف القاسية التي يعانيها آلاف المواطنين، نتيجة توقف الأعمال اليومية ونفاد المدخرات المالية”.

وتوقع عامر أن “تسهم هذه المبادرة في مساعدة نحو 300 أسرة من خلال توزيع عدد من الكيلوغرامات، بالتالي مساعدة سكان كثر في تقديم الطعام لثلاثة أيام متتالية، وتشمل كذلك النازحين في مراكز الإيواء”.

تفاعل مع النازحين

من جهته، أشار الناشط المجتمعي أبو بكر هاشم إلى أن “النازحين في مراكز الإيواء يواجهون أوضاعاً صعبة للغاية بسبب أزمة الغذاء لكثير من الأسر خصوصاً الأطفال وكبار السن، وظهور المبادرات أمر متوقع في مثل هذه الظروف والمحن التي تستنهض دور المجتمع انطلاقاً من موروثه الفعال منذ عقود طويلة”.

ونوه هاشم بأن “هناك مجموعة من الخيرين داخل السودان نشطوا في توزيع اللحوم على النازحين داخل مدن بورتسودان وعطبرة والقضارف كنوع من صور التكافل الاجتماعي، إضافة إلى سلع ضرورية مثل السكر والعدس إلى جانب الزيوت والخضراوات”.

وتابع المتحدث “المبادرات المختلفة جاءت كرد فعل مباشر لسد الفجوة ومعالجة الأزمة لا سيما في هذه الظروف، وهي مجموعة قيم ظلت كامنة في روح المجتمع السوداني، لكنها قد لا تكون كافية نظراً إلى وجود آلاف الأسر التي تحتاج إلى المساعدة العاجلة”.

ابتكار جديد

من البدائل المبتكرة في السودان هذا العام نشاط متطوعين يتولون مهمة ذبح الأضاحي داخل بعض المدن والمناطق، وتستهدف الخطوة التيسير على المغتربين الذين ليس لديهم أسر وأقارب داخل البلاد في عمليات شراء الأضاحي وذبحها وتوزيعها على الجيران وسكان الأحياء.

في السياق، أشار المتطوع داخل مدينة الخرطوم بحري حازم الصادق إلى أن “مهمتهم تنحصر في ذبح ونقل وتوزيع الأضحية على الفقراء وسكان الأحياء والنازحين، ولا يتقاضون أجراً مقابل تلك الأعمال، وهمهم مساعدة الناس في ظل الظروف المعيشية الصعبة”.

وأردف “يحرص المتطوعون على توثيق عمليات شراء الخراف والعجول والذبح والتوزيع حتى يتمكن صاحب الأضحية من رؤية التفاصيل كافة خلال فيديو مصور يجري إرساله له”.

وتابع “نشدد أيضاً على كتابة اسم صاحب الأضحية في ورقة وتسليمها لطفل أو شخص كبير في السن عند التوزيع حتى يستوثق من أداء الشعيرة، ويرسل مالك الأضحية أموالها عبر أية وسيلة تطبيق بنكي”،” نقلاً عن اندبندنت عربية “

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.