
“بمنطقة نوري “.. المليارات تتساقط أمام أعين المزارعين
الغد السوداني_خاص
قال مزارعون من نوري _ شمال السودان، لـ”الغد السوداني” إن مزارع المنطقة تواجه كارثة الجفاف بسبب العطش الناجم عن إنقطاع التيار الكهربائي في الولاية الشمالية.
وتقع مدينة نوري في شمال السودان بالقرب من الشلال الرابع، وتبعد حوالي 336 كيلومتر من العاصمة الخرطوم.
وشنت قوات الدعم السريع هجمات متواصلة على محطات ومحولات الكهرباء في الولاية الشمالية عن طريق الطائرات المسيرة بالأشهر الماضية وتسببت في قطعوعات التيار الكهربائي في “6” محليات من الولاية من جملة “7” محليات، فضلاً عن بقية ولايات البلاد التي تتغذى بكهرباء الولاية الشمالية.
وأكد المزارعون جفاف مزراع البرسيم واشجار المانغو والليمون والبرتقال في نوري بسبب العطش، منوهين إلى محاولتهم لانقاذ ما يمكن عبر اللجوء للطاقة الشمسية.
وقال مزارع من المنطقة لـ”الغد السوداني” : الأشجار تموت وثمار المانجو والبرتقال تتساقط أمام اعيننا بفعل العطش، وخسائر هائلة في مزارع الموز، إضافة إلى تلف البرسيم الذي أصبح نادراً وارتفع سعره إلى ثلاثة أضعاف حيث كان ثمن الحوض 2000 ج و ارتفع إلى مايقارب 7000 ج.
ولفت إلى إنتشار الحرائق وسط المزارع بفعل الجفاف، قاطعاً بأن الخسائر تُقدر بالمليارات في منطقة نوري.
وتقدر تقارير وزارة الزراعة والغابات في السودان خسائر القطاع الزراعي خلال عامي الحرب التي اندلعت منذ منتصف أبريل 2023 بأكثر من 10 مليارات دولار، حيث تأثرت المشاريع القومية في السودان بالحرب كمشـروع الجزيرة، هيئة السوكي الزراعية، هيئة الرهد الزراعية، مؤسسة حلفا الزراعية.
وذكرت الوزارة في تقريرها أبريل الماضي، أن القطاع الزراعي في السودان تعرض لخسائر جسيمة بسبب الحرب فقد تم تدمير ونهب الأصول الرأسمالية من معدات ميكانيكية وحركية وتخريب كل محطات البحوث الزراعية، وتقلّصت المساحات المزروعة بولايات دارفور وكردفان والجزيرة جراء الحرب، ما يهدد بتفاقم أزمة الجوع التي تهدد البلاد.
ويأتي هذا وسط تحذيرات ومخاوف متزايدة من ارتفاع أعداد الجوعى في السودان، حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن مايزيد على 18 مليون سوداني يعانون من الجوع الحاد، بما في ذلك 4.9 مليون شخص في مستويات الطوارئ من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وقالت الأمم المتحدة إنها تلقت تقارير عن أشخاص يموتون جوعًا في بعض مناطق السودان.
وتُشير التقديرات إلى أن نحو 80% من القوة العاملة في السودان يعملون في قطاع الزراعة والرعي، الذي يساهم بـ 32.7% من إجمالي الناتج المحلي.