اعلان ماس فيتالس

المتطوعين .. أدوار ومبادرات تنقذ حياة ملايين السودانيين في الحرب

الأبيض – أبوبكر الأسباط

ظل المتطوعون في السودان يسطرون ملاحم بطولية وبسالة مستمرة على جبهة الإنسانية والصمود لإنقاذ حياة ملايين السودانيين من خلال تقديم خدمات تكايا الطعام الخيرية والمياه والكهرباء، وكذلك توزيع المواد الغذائية والرعاية الصحية.

وعلى مدى (25) شهراً خلال الحرب الدائرة بين الجيش وقوات “الدعم السريع” يخوض المتطوعون معركة من نوع آخر في مواجهة شبح الجوع وتفشي الأمراض وتزايد أعداد جرحى الاشتباكات المسلحة، في وقت يخاطرون بحياتهم يومياً لتقديم المساعدات، ويواجهون الاستهداف من قبل طرفي الصراع، إضافة إلى تعرض عدد منهم للقتل والتوقيف والاعتقال.

 

مبادرات علاجية وغذائية

يقول المتطوع في منطقة جنوب الخرطوم أحمد جبارة لـ (الغد السوداني) إن “مبادرات التطوع ظلت مستمرة لأكثر من 24 شهراً، ولم تقتصر على تقديم الوجبات اليومية وخدمات الكهرباء والماء، إذ تشكلت مجموعات من الأطباء والصيادلة لتوفير الحاجات الأساسية، خصوصاً أدوية الأمراض المزمنة كالسكري والضغط، إضافة إلى متابعة الحالات الحرجة مثل الولادة والعمليات الجراحية الصغيرة، وكذلك انتظام أطباء وممرضين في العمل مجاناً بمستشفى النو في أم درمان.

وأضاف : الدولة فشلت في التعامل مع الأوضاع الكارثية للسكان، لا سيما بعد تمدد المجاعة وتفشي الأمراض وتزايد أعداد الجرحى نتيجة القصف العشوائي، مما جعل المتطوعين يتصدون للمهمة، على رغم المخاطر اليومية والاستهداف من الأطراف المتحاربة.

وتابع : أسهمت تكايا المطابخ الخيرية في تقديم الوجبات اليومية لآلاف الأسر وخففت معاناة الجوعي في مناطق عديدة بولاية الخرطوم، رغم انقطاع الدعم والهبات والتمويل.

 

استهداف مستمر

من جهته، أشار المتطوع في محلية كرري فيصل حسين إلى أن “المتطوعين خاطروا بحياتهم من أجل التصدي للمهمة وسد عجز مؤسسات الدولة عن تقديم الخدمات للسكان الموجودين في مناطق النزاع المسلح.

ولفت في حديثه لـ (الغد السوداني) إلى أن “هناك عقبات أمام إيصال المساعدات والأدوية للمستشفيات والمراكز الصحية، إلى جانب المواد الغذائية، إذ تُوقف في نقاط التفتيش وتُصادر أحياناً قبل أن تصل إلى وجهتها.

وأردف : كثيراً من المتطوعين يتعرضون للاستهداف من قبل طرفي الصراع، علاوة على تزايد عمليات سلب ونهب المواد الغذائية والأدوية في الطرقات ومن أماكن تأمينها، فضلاً عن احتجاز الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” متطوعين كثراً للاشتباه في تعاونهم مع الطرف الآخر، فضلاً عن تعرض آخرين للتفتيش والاعتقالات، وكذلك حدثت حالات وفاة لبعضهم.

 

مواقف مشرفة

وفي ذات السياق يقول الناشط المجتمعي عمرو الفاتح لـ (الغد السوداني) إن “المتطوعين أسهموا في التعاطي بفاعلية مع الوضع الإنساني عقب اندلاع الحرب مباشرة في مدن العاصمة الثلاث بحري وأم درمان والخرطوم، وتمددت المبادرات لتشمل الولايات التي تشهد نزاعات مسلحة في البلاد.

وأضاف أن “الاستهداف الذي يتعرض له المتطوعون غير مبرر، نظراً إلى أنهم يعملون لمساعدة الجوعى والمرضى والنازحين من واقع أنهم يعبرون عن المجتمعات التي يمثلونها، لذا فهذه المواقف تؤكد عدم انتمائهم لأي جهة سياسية أو طرف في الحرب.

وشدد الناشط المجتمعي على أهمية دعم الجهود الإنسانية التي أسهمت في إنقاذ حياة ملايين السودانيين، على رغم أخطار القصف العشوائي وانفراط الأمن، إلى جانب الاستهداف من قبل طرفي الحرب تحت ذريعة الانتماء والعمل المباشر لمصلحة الآخر.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.