دورة
اعلان ماس فيتالس

حرب السودان ترفع معدلات اختفاء القاصرات

الأبيض – أبوبكر الأسباط

مع دخول الحرب في السودان عامها الثالث تتزايد حالات اختفاء الفتيات القاصرات بشكل مقلق، مما أثار مخاوف الأسر والقانونيين والنشطاء على مصير آلاف النساء في ظل ظروف النزوح واعتقال الأزواج والأبناء.

وتعج مواقع التواصل الاجتماعي في السودان بعدد من الإعلانات والنداءات التي تحمل صور الفتيات المفقودات  مرفقة بأرقام هواتف عائلاتهن.

 

حالات مقلقة

في غضون ذلك، قالت غرفة طوارئ جنوب الحزام إنها رصدت حالات مقلقة عن اختفاء الفتيات والنساء، وسجلت 11 حالة خلال الفترة الماضية.

وطالبت الغرفة الجهات القانونية والإنسانية بالتدخل العاجل والتحقيق في الظاهرة لضمان سلامة النساء، وناشدت الأسر توخي الحذر.

ورصدت غرفة طوارئ جنوب الحزام اختفاء 11 فتاة وسيدة من أحياء جنوب الخرطوم بخاصة الأزهري ومايو واليرموك، خلال فترات تمتد من منتصف عام 2023، وحتى مطلع 2025.

في حين أشارت المبادرة الإستراتيجية لنساء القرن الأفريقي “صيحة” في فبراير الماضي، إلى استمرار اختفاء 209 من الفتيات والنساء، غالبهن في مناطق سيطرة قوات “الدعم السريع”.

 

قلق وصعوبات

في السياق، تقول الناشطة في مجال حقوق المرأة سارة الحسن لـ (الغد السوداني) إن “المتطوعين يواجهون صعوبات جمة تمنعهم من الوصول إلى المفقودات من مئات الفتيات والسيدات، نظراً إلى عدم وجود صلاحية تمكنهم من دخول المعتقلات لدى الجيش السوداني أو مقار قوات “الدعم السريع” خصوصاً أن البلاد تمر بحرب، كما لا توجد أية جهة يتواصلون معها في هذا الخصوص غير أسر المفقودين.

وأضافت : هذه القضية مقلقة للأسر التي فقدت الفتيات القاصرات ولا تدري أين مكان اختفائهن وهل هن أحياء أم مقتولات وما وضعهن الصحي؟.

وتابعت : للأسف فإن الجهد في هذه الحالة يكون عبر وسائل غير رسمية مثل مواقع التواصل ولجان متطوعة وناشطين وغيرهم، من ثم تكون وسائل البحث ضعيفة جداً، بعكس الوضع عندما تعمل الشرطة التي تمتلك آليات وصلاحيات وخبرات في هذا المجال، إضافة إلى أن التحرك في ظروف القتال يكون خطراً ومحسوباً.

 

مناشدة ومحاسبة

على الصعيد نفسه، قالت مديرة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل سليمى إسحاق لـ (الغد السوداني) إن “الوحدة مع شركائها على الأرض تعمل على جمع المعلومات المتعلقة بحالات الاختفاء القسري للنساء والفتيات في السودان وتوثيقها، وتحث المنظمات الأممية والدولية المعنية بالمرأة والطفل على دعم جهود إنهاء معاناة المحتجزات وإعادة المخفيات قسراً، والضغط لضمان محاسبة الضالعين في هذه الجرائم.

وأضافت : سجلنا 134 حالة اختفاء واسترقاق جنسي من قبل قوات “الدعم السريع”، وهذه الأرقام لا تشمل جنوب كردفان وأجزاء من دارفور بسبب عدم توفر الشبكة.

وتابعت : نعتقد أن العدد أكبر من ذلك بكثير، نظراً لتجنب التبليغ عن المفقودات خشية من الوصمة وما إلى ذلك.

 

تهريب واحتجاز

على صعيد متصل، أكدت وزارة الخارجية السودانية في بيان سابق لها “وجود مئات الفتيات المختطفات والمحتجزات كرهائن، يستعبد بعضهن جنسياً، ويجبرن على العمل المنزلي القسري، مع تقارير عن تهريب فتيات داخل وخارج البلاد بغرض الاتجار بهن.

في حين، أعلن تقرير صادر عن المجموعة السودانية لضحايا الاختفاء القسري ارتفاع الحالات، إذ بلغت 993 مفقوداً، بينهم 96 امرأة.

على الصعيد نفسه، تلقت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل التابعة للحكومة السودانية تقارير عن نحو 20 فتاة وأطفال وكبار سن، تراوح أعمارهم ما بين سبع سنوات و75 سنة ظلوا محتجزين قسراً لمدة خمسة أشهر في مساحة محدودة بمنطقة أمبدة في مدينة أم درمان في ظل ظروف قاسية تحت سيطرة قوات “الدعم السريع”.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.