نقابة الصحفيين تُصدر بيان مهم في عيد العمال.

الغد السوداني؛ متابعات

قالت نقابة الصحفيين السودانيين إن عيد العمال الذي يصادف الأول من مايو يمر هذا العام وكل العاملين والعاملات مشردين ما بين نازح ولاجئ، دون عمل، ويصارعون من أجل البقاء في وطن تنهشه الخرب.
وأضافت النقابة في بيان بمناسبة اليوم العالمي للعمال أن الصحفيين فقدوا وظائفهم ومصادر رزقهم ، بعد أن توقفت المؤسسات الإعلامية عن دفع الرواتب،و لجأت أخرى إلى منح العاملين بها إجازات مفتوحة بأثر رجعي.

ودعا البيان النقابات والمنظمات الدولية لمزيد من التضامن العملي مع العمال السودانيين عامة، والصحفيين خاصة، من خلال الدعم الفني والمادي، وتوفير شبكات الأمان للعاملين في المنافي والشتات.

….

أدناه بيان النقابة بمناسبة اليوم العالمي للعمال..

يحل عيد العمال هذا العام وبلادنا ترزح تحت نيران حرب مدمرة، انعكست آثارها القاسية على كافة فئات المجتمع، وفي مقدمتهم العمال والعاملات الذين وجدوا أنفسهم ما بين نازحين ولاجئين، وقد فقدوا أعمالهم، التي كانت أساسا تعاني من تدنّي الأجور وغياب الضمانات الاجتماعية. لقد تحول نضالهم من أجل الحقوق إلى صراع يومي من أجل البقاء وسط ركام وطن تنهشه الحرب وآلتها التي لا ترحم.

لقد كانت الحركة النقابية السودانية، ومن ضمنها نقابة الصحفيين، تخطو خطوات ثابتة نحو ترسيخ مبادئ العدالة الاجتماعية وحقوق العاملين، حيث طالبت بقوانين عادلة تحمي حقوق الصحفيين وتكفل حرية التعبير. غير أن الحرب أطاحت بهذه المساعي، وفرضت واقعا قاسيا من التهجير والتشريد والتجويع.

ولم يكن الصحفيون بمعزل عن هذا الانهيار العام، إذ فقد الغالبية العظمى منهم وظائفهم ومصادر دخلهم، بعد أن أوقفت غالبية المؤسسات الإعلامية دفع الرواتب، فيما لجأت مؤسسات أخرى إلى منح العاملين بها إجازات مفتوحة بأثر رجعي، تهربا من التزاماتها. وسبق أن ابتدرت نقابة الصحفيين السودانيين مساع جادة لتحسين الأجور والبيئة المهنية، غير أن الحرب قطعت الطريق أمام هذا الجهد.

وفي ظل هذه الظروف المعقدة، تبرز أهمية الإعلام الحر والمستقل أكثر من أي وقت مضى، كرافعة للوعي المجتمعي، وكسلاح في وجه الانتهاكات، وصوت للنازحين والمظلومين. إن حماية الصحفيين ليست فقط مسؤولية مهنية، بل واجب وطني وأخلاقي لا يحتمل التأجيل.

و إننا إذ نشارك عمال العالم يومهم الأممي هذا، فإننا ندعو النقابات والمنظمات الدولية لإبداء مزيد من التضامن العملي مع العمال السودانيين عامة، والصحفيين خاصة، من خلال الدعم الفني والمادي، وتوفير شبكات الأمان للعاملين في المنافي والشتات.

في هذه المناسبة، نحيّي جميع العمال والعاملات في السودان، ونخصّ بالتحية الصحفيات والصحفيين على صبرهم وجَلَدهم رغم فقدانهم لأعمالهم وظروفهم القاسية. ونطالب المؤسسات الإعلامية القائمة بالإيفاء بالتزاماتها تجاه العاملين، وبتوفير بيئة عمل لائقة تحترم الكرامة وتضمن الحد الأدنى من الأمان المهني.

إن كانت الحرب قد أوقفت الكثير من مسارات النضال، إلا أن جذوة الكفاح من أجل الحقوق لا تزال حية في نفوس العاملين.

إننا في نقابة الصحفيين السودانيين، نؤكد أن الحرب مهما طالت، لن تُسكت صوت الصحافة الحرة، ولن توقف نضالنا من أجل الحقوق والحريات. وستظل النقابة، رغم التحديات، ملاذا لكل الصحفيات والصحفيين، ومدافعة عن كرامتهم وحقهم في الحياة والعمل الكريم.

نقابة الصحفيين السودانيين
الأول من مايو 2025

https://whatsapp.com/channel/0029Va6rsWD1t90hkUA2RH1s

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.