هل يتحول الصمغ العربي إلى مورد حرب في السودان؟

الغدالسوداني-وكالات

كشف تقرير مطول نشره موقع “بلومبيرغ” الأميركي عن المخاطر المتزايدة التي تحيط بإنتاج ونقل الصمغ العربي في السودان، في ظل سيطرة قوات الدعم السريع على مناطق إنتاجه واستغلالها لهذا المورد الاستراتيجي.

وأشار التقرير، الذي أعده الصحفي سيمون ماركس، إلى أن هذه القوات، المتهمة بارتكاب إبادة جماعية، تتحكم في أجزاء أساسية من سلسلة توريد الصمغ العربي، مما يؤثر على المزارعين وسائقي الشاحنات الذين يتعرضون للابتزاز والترويع لدفع مبالغ طائلة مقابل السماح لهم بالعبور إلى منافذ التصدير.

ويُستخدم الصمغ العربي كمستحلب عضوي في العديد من المنتجات الاستهلاكية، من المشروبات الغازية مثل “كوكاكولا” و”بيبسي” إلى مستحضرات التجميل والأدوية والحلوى. وعلى الرغم من أنه ينمو في عدة دول أفريقية، فإن السودان يحتل موقع الصدارة بإنتاج 70% من الإمدادات العالمية، خاصة في إقليمي دارفور وكردفان، اللذين تسيطر عليهما قوات الدعم السريع.

وتعود أهمية الصمغ العربي إلى كونه عنصراً أساسياً في الصناعات الغذائية، لدرجة أن الشركات الأميركية نجحت في استثنائه من العقوبات المفروضة على السودان عام 1997 خلال إدارة بيل كلينتون، نظرًا لاستحالة استبداله ببدائل صناعية.

 

تجارة الصمغ في ظل الحرب

مع استمرار الحرب في السودان، أصبحت سلسلة توريد الصمغ العربي غير قابلة للتتبع بالكامل، مما يجعل من الصعب معرفة ما إذا كانت عائدات هذه التجارة تذهب إلى أطراف متورطة في الصراع. ووفقاً لمصادر محلية، أصبح شراء الصمغ العربي وفق معايير أخلاقية شبه مستحيل.

 

في عام 2024، استورد الاتحاد الأوروبي 70% من إجمالي 72 ألف طن متري من الصمغ العربي، رغم انخفاض طفيف في الواردات السودانية بنسبة 3%. بالمقابل، شهدت الواردات من مصر وتشاد المجاورتين زيادة مماثلة، مما يثير التساؤلات حول عمليات تهريب محتملة عبر الحدود.

 

ابتزاز وتهريب: واقع مأساوي للمزارعين والسائقين

وفقًا للتقرير، يضطر سائقو الشاحنات إلى دفع آلاف الدولارات لقوات الدعم السريع مقابل السماح لهم بتمرير شحناتهم. كما تعرضت الحقول للحرق والمزارعون للقتل، ونهبت القوات مستودعات مليئة بالصمغ في الخرطوم قبل تهريبه إلى دول مجاورة مثل تشاد وليبيا ومصر.

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.