توترات في جنوب السودان: اعتقالات لمسؤولين وتقدم ميليشيا النوير في بلدة حدودية

الغدالسوداني-وكالات

تصاعدت التوترات في جوبا، عاصمة جنوب السودان، بعد سلسلة من الاعتقالات التي طالت مسؤولين بارزين، إلى جانب تحركات عسكرية مثيرة للقلق في المناطق الحدودية.

في تطور لافت، أقدمت السلطات يوم أمس الثلاثاء على اعتقال نائب رئيس الأركان، قابرييل دوب لام، أحد حلفاء نائب الرئيس ريك مشار، واحتجازه في مقر قيادة الجيش بالعاصمة. وفي وقت لاحق من اليوم نفسه، طالت الاعتقالات وزير البترول، بوت كانغ تشول، وعددًا من أعضاء الحركة الشعبية لتحرير السودان-في المعارضة، حيث تم احتجازهم في منازلهم، وسط تعزيزات أمنية مكثفة حول مقر إقامة مشار

جاءت هذه الخطوة عقب اجتماع رئاسي رفيع المستوى لمناقشة الأوضاع الأمنية المتوترة في ولايات الناصر، غرب الاستوائية، وغرب بحر الغزال.

وفي ولاية أعالي النيل، أعلنت ميليشيا “الجيش الأبيض”، التابعة لمجتمع النوير، سيطرتها على بلدة الناصر الحدودية مع إثيوبيا، بعد اشتباكات مع القوات الحكومية. وقد أثار هذا التقدم مخاوف من تصاعد العنف في المنطقة، التي تعاني اضطرابات مستمرة منذ عام 2013.

ردود فعل المعارضة

نددت الحركة الشعبية لتحرير السودان-في المعارضة باعتقال دوب لام، معتبرة ذلك انتهاكًا لاتفاقية السلام المنشطة. وأكدت الحركة في بيان، وقّعه المتحدث الرسمي بال ماي دينق، أن احتجاز دوب لام، الذي يشغل أيضًا منصب الرئيس المشارك لمجلس الدفاع المشترك، يشكل تهديدًا للاتفاقية برمتها.

كما أعربت الحركة عن قلقها من “الانتشار الكثيف للجيش” حول مقر إقامة مشار، محذرة من أن مثل هذه الإجراءات تقوض الثقة بين الأطراف وتؤثر سلبًا على جهود تهدئة العنف في الناصر.

دعوات للتهدئة

طالبت الحركة الشعبية لتحرير السودان-في المعارضة بالإفراج الفوري عن دوب لام، داعية جميع الأطراف إلى الالتزام بتنفيذ اتفاقية السلام والعمل على إنهاء التصعيد العسكري.

وفي ظل هذه التطورات، يترقب المراقبون مدى تأثير هذه التوترات على استقرار البلاد ومسار تنفيذ اتفاقية السلام الهشة.