
وسط تصاعد التوتر بين كييف وواشنطن هل يمكن إحلال السلام في اوكرانيا ؟
الغد السوداني-وكالات
دعا الكرملين، اليوم الاثنين، إلى “إرغام” الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على السعي نحو السلام، في ظل السجال المتصاعد بينه وبين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يدعو إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا بأسرع وقت ممكن.
سجال ترامب وزيلينسكي: خلاف متصاعد حول مستقبل الحرب
اندلع التوتر بين ترامب وزيلينسكي مؤخرًا بعد انتقادات لاذعة وجهها الرئيس الأميركي لنظيره الأوكراني، معتبرًا أنه يعاند الحلول السياسية الممكنة لإنهاء الحرب مع روسيا. وخلال لقاء في المكتب البيضاوي، أشار ترامب إلى أن استمرار الدعم الأميركي لأوكرانيا قد لا يكون بلا شروط، ملمحًا إلى ضرورة البحث عن تسوية دبلوماسية بدلاً من استمرار الصراع.
في المقابل، رد زيلينسكي بحزم، مؤكدًا أن السلام لا يمكن أن يتحقق إلا بشروط تضمن أمن أوكرانيا واستقلالها، مطالبًا بضمانات واضحة من الولايات المتحدة قبل أي حديث عن وقف إطلاق النار. هذا الموقف أغضب ترامب، الذي يرى أن كييف تعرقل جهود التوصل إلى اتفاق سلام قد يخدم المصالح الأميركية والأوروبية على حد سواء.
الكرملين: زيلينسكي لا يريد السلام
تعقيبًا على هذه التطورات، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في مؤتمر صحافي، “يجب على أحد ما أن يرغم زيلينسكي على تغيير رأيه. فهو لا يريد السلام. يجب على أحد ما أن يجبره على السعي لتحقيقه”. وأضاف أن السجال الذي دار في المكتب البيضاوي كشف عن “افتقار زيلينسكي التام للقدرات الدبلوماسية”، مشددًا على أن استمرار الدعم العسكري الغربي، مثل صفقة الصواريخ الدفاعية البريطانية البالغة قيمتها ملياري دولار، سيؤدي فقط إلى إطالة أمد النزاع.
تحذير فرنسي من تصاعد التهديدات
على الجانب الأوروبي، حذّر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو من أن “خط الجبهة يقترب منا باستمرار” بسبب “الطموحات الإمبريالية” الروسية. وقال في حديث إذاعي، “خطر اندلاع حرب في القارة الأوروبية لم يكن يومًا مرتفعًا كما هو الآن”، مشيرًا إلى أن الضغوط الغربية يجب أن تستهدف دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طاولة المفاوضات والتخلي عن طموحاته التوسعية.
وأشاد بارو بالقمة الأوروبية الأخيرة في لندن، التي جمعت 15 زعيمًا أوروبيًا لمناقشة تعزيز الدعم العسكري لكييف، مؤكدًا أن الأوروبيين باتوا أكثر اقتناعًا بضرورة تولي مسؤولية أمنهم بشكل مستقل، بدلاً من الاعتماد على الولايات المتحدة.
اقتراح هدنة جزئية يثير الجدل
في سياق متصل، أثار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جدلًا باقتراحه هدنة جزئية لمدة شهر تشمل الأجواء والبحار ومنشآت الطاقة في أوكرانيا، دون أن تمتد إلى المعارك البرية. غير أن بريطانيا نفت التوصل إلى اتفاق بشأن هذا المقترح، إذ صرح وزير الدولة البريطاني للقوات المسلحة، لوك بولارد، بأن “لم يتم التوصل إلى اتفاق على شكل الهدنة”، مؤكدًا أن المشاورات لا تزال جارية مع الحلفاء الأوروبيين والأميركيين.
زيلينسكي يسعى لتوحيد الموقف الأوروبي قبل الحوار مع ترامب
في ظل هذه التوترات، أعلن زيلينسكي أنه يعمل مع الحلفاء الأوروبيين على تحديد “مواقف مشتركة” لمحاولة إقناع ترامب بأخذ المصالح الأوروبية بعين الاعتبار في أي تسوية محتملة مع روسيا. وقال الرئيس الأوكراني عقب اجتماع مع القادة الأوروبيين في لندن، “سنحدد مواقفنا المشتركة، وما هو غير قابل للتفاوض، وسنعرض هذه المواقف على شركائنا الأميركيين”.
وأكد زيلينسكي أن الأولوية تتمثل في التوصل إلى “سلام متين ودائم”، لكنه أشار إلى ضرورة تقديم ضمانات أمنية واضحة لكييف قبل أي وقف محتمل لإطلاق النار، وهو مطلب لم تلقَ حتى الآن استجابة من واشنطن. في المقابل، اتهم وزير الخزانة الأميركي، سكوت بينسنت، الرئيس الأوكراني بأنه “أفشل كل شيء” برفضه توقيع اتفاق حول المعادن مع الولايات المتحدة.
الدور الأوروبي في المرحلة المقبلة
وسط هذه التجاذبات، أكد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، أن “عدداً من الدول” مستعدة للانضمام إلى ائتلاف لحماية اتفاق سلام مستقبلي في أوكرانيا، لكنه شدد على أن “على أوروبا أن تتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية”، مع ضرورة استمرار الدعم الأميركي لتحقيق الاستقرار في القارة.
ومع استمرار الضربات الجوية الروسية، أعلنت القوات الأوكرانية أنها أسقطت 46 من أصل 83 طائرة مسيرة أطلقتها موسكو خلال الليل، بينما فقدت 31 طائرة أخرى مسارها بسبب استخدام كييف لتقنيات الحرب الإلكترونية.