
برنامج الأغذية العالمي يعلق عملياته في مخيم زمزم: خطر المجاعة يهدد نصف مليون نازح
الخرطوم، الغد السوداني – أعلن برنامج الأغذية العالمي، اليوم الأربعاء، تعليق عملياته الإغاثية في مخيم زمزم للنازحين ومحيطه في شمال دارفور، بسبب تصاعد العنف الذي يهدد سلامة العاملين في المجال الإنساني ويعرقل إيصال المساعدات المنقذة للحياة.
وذكر البرنامج الأممي، في بيان صادر عن مقره في روما، أن القتال العنيف في مخيم زمزم أجبره على التوقف المؤقت عن توزيع الغذاء في المنطقة، محذراً من أن آلاف العائلات قد تواجه المجاعة خلال الأسابيع المقبلة إذا لم تُستأنف عمليات الإغاثة.
وقال لوران بوكيرا، المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي في شرق أفريقيا والقائم بأعمال مدير البرنامج في السودان:
“من دون مساعدات فورية، قد تتعرّض آلاف العائلات في زمزم لمجاعة في الأسابيع المقبلة.”
“يجب أن نستأنف إيصال المساعدات الإنسانية بسرعة وأمان وعلى نطاق واسع. لتحقيق ذلك، يجب وقف القتال وضمان وصول آمن للمنظمات الإغاثية.”
- تصاعد العنف في شمال دارفور
اندلع القتال في مخيم زمزم منذ 11 فبراير، عندما اقتحمت قوات الدعم السريع المخيم الواقع جنوب مدينة الفاشر، ما أدى إلى اشتباكات مع الجيش السوداني وقوات متحالفة معه. وأسفرت المواجهات عن تدمير السوق المركزي جراء القصف، ما دفع السكان إلى مناطق بعيدة عن مصادر الغذاء الأساسية، وفق بيان برنامج الأغذية العالمي.
ويعد مخيم زمزم من أكبر تجمعات النازحين في السودان، حيث تؤكد الأمم المتحدة أنه يضم أكثر من 500 ألف شخص، غالبيتهم يعيشون في ظروف إنسانية قاسية. وفي أغسطس 2024، تم الإعلان رسمياً عن دخول المخيم في مرحلة المجاعة، وسط تفاقم الأزمة الغذائية في البلاد.
- أزمة إنسانية غير مسبوقة
منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، يواجه السودان أكبر أزمة نزوح وجوع في العالم. وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن الحرب أدت إلى:
- مقتل عشرات الآلاف من المدنيين.
- نزوح أكثر من 12 مليون شخص داخل وخارج البلاد.
- وصول 8 ملايين شخص إلى حافة المجاعة.
- معاناة 25 مليون سوداني من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
ومع استمرار الصراع دون أي بوادر لحل سياسي قريب، يحذر المراقبون من تفاقم الكارثة الإنسانية، خاصة في مناطق النزاع مثل دارفور، الخرطوم، وكردفان، حيث تعاني المنظمات الإنسانية من صعوبة الوصول إلى المحتاجين.
في ظل هذه التطورات، تتزايد الدعوات الدولية لوقف القتال وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، لإنقاذ ملايين السودانيين من خطر المجاعة والموت البطيء.