قوى سودانية توقع اتفاقاً سياسياً في نيروبي وسط جدل مساعٍ لإنهاء الحرب

الخرطوم، الغد السوداني – وقّعت قوى سياسية سودانية، وقوات الدعم السريع، وجماعات مسلحة على الميثاق التأسيسي لحكومة الوحدة والسلام، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً.

وجرى التوقيع في العاصمة الكينية نيروبي، التي تستضيف مؤتمراً للقوى السياسية السودانية، بحضور ممثلين عن حزب الأمة القومي، وحزب الاتحادي الديمقراطي، وقوى مدنية أخرى، بالإضافة إلى الحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، والجبهة الثورية، وعدد من الحركات المسلحة.

ويهدف الميثاق إلى وضع أسس لدولة مدنية ديمقراطية تضمن التنوع، حيث أكد الموقعون التزامهم بتشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل على إحلال السلام، وتحقيق الاستقرار، والتخفيف من معاناة المواطنين الذين تضرروا من الحرب المستمرة منذ شهور.

وينص الميثاق على “تأسيس دولة علمانية ديمقراطية قائمة على مبادئ الحرية والمساواة والعدالة”، كما يحظر “تأسيس أي حزب أو تنظيم سياسي على أساس ديني، أو قيام أي كيان بالدعاية السياسية على أساس ديني أو عنصري”.

كما شدد على أن “المواطنة المتساوية هي الأساس للحقوق والواجبات الدستورية دون تمييز عرقي أو ديني أو ثقافي أو لغوي أو جهوي”. وأكد أيضاً على “الالتزام بمواثيق حقوق الإنسان الدولية وكفالة الحريات الأساسية، خاصة فيما يتعلق بالعدالة الدولية”.

وتضمن الميثاق كذلك “إرساء نظام حكم لا مركزي، يمنح الأقاليم الحق الأصيل في إدارة شؤونها السياسية والاقتصادية والثقافية”، وهو ما قد يسهم في تقليل حدة التوترات الناجمة عن التهميش السياسي والاقتصادي في السودان.

ويأتي هذا الاتفاق في ظل تعقيدات المشهد السياسي في السودان، حيث تتواصل المساعي لإيجاد حل سياسي شامل يُنهي النزاع المسلح، ويمهد لمرحلة انتقالية تفضي إلى انتخابات حرة.