
بعد تصريحات ياسر العطا.. جنوب السودان يطالب بتحقيق دولي في أحداث ود مدني
الخرطوم، الغد السوداني – أعلنت سلطات ولاية الخرطوم تنفيذ حملات مكثفة لضبط الأجانب المخالفين لشروط الإقامة، بعد انتهاء مهلة توفيق الأوضاع التي منحتها الحكومة، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا تزامنًا مع تصاعد التوتر بين السودان وجنوب السودان على خلفية مزاعم مشاركة رعايا جنوبيين في القتال.
وقال إيهاب هاشم إسماعيل، رئيس لجنة تنفيذ مخرجات ورشة الوجود الأجنبي بولاية الخرطوم، إن هذه الحملات تأتي بعد تزايد المخاوف الأمنية من مشاركة بعض الأجانب في القتال بجانب قوات الدعم السريع، واتهامهم بالتورط في جرائم سرقة وصناعة الخمور. وأكد أن سجل الجنايات يوثق تورط أجانب في مخالفات قانونية تهدد الأمن العام.
وأفادت إدارة الأجانب بمحلية كرري بأن الحملة الأمنية التي نُفذت يوم الأربعاء حققت نتائج كبيرة، حيث تم القبض على عدد من المخالفين، مع استمرار العمليات لضبط الوجود الأجنبي غير القانوني.
- تصاعد الأزمة مع جنوب السودان
من جهته، صرح ياسر العطا، مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية وعضو المجلس السيادي، بأن 65% من قوات الدعم السريع مكونة من رعايا جنوب السودان، وهو تصريح أثار غضب جوبا وأدى إلى أزمة دبلوماسية بين البلدين.
وردت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في جنوب السودان ببيان رسمي استنكرت فيه تصريحات العطا، مؤكدةً أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة، وطلبت من مجلس الأمن الدولي إجراء تحقيق دولي في مقتل 29 جنوبيًا في أحداث ود مدني، التي تسببت في أعمال عنف متبادلة راح ضحيتها 16 سودانيًا في جنوب السودان.
وفي مؤتمر صحفي بجوبا، قالت أبوك أيول ماين، المتحدثة باسم الخارجية الجنوبية، إن طلب بلادها لمجلس الأمن لا يعني التدخل في الشأن السوداني، بل يهدف إلى ضمان تحقيق شفاف في الأحداث، منتقدةً ما وصفته بـ”البطء في التحقيقات” من الجانب السوداني.
كما اتهمت الاستخبارات العسكرية السودانية بتجنيد ميليشيات من جنوب السودان خلال فترات النزاع السابقة، مشيرةً إلى وجود وحدات خاصة داخل الجيش السوداني مسؤولة عن إدارة هذه الميليشيات.
- رد السودان وتصاعد التوتر
وردت وزارة الخارجية السودانية على بيان جوبا، معتبرةً أنه محاولة لتبرئة ساحة جنوب السودان من التورط في دعم قوات الدعم السريع، وأكدت أن السودان لديه أدلة موثقة حول تجنيد مقاتلين جنوبيين لصالح الدعم السريع، بما في ذلك أفراد من مجموعات معارضة لحكومة سلفا كير.
وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد السودان تصعيدًا عسكريًا وأمنيًا، ما يهدد بمزيد من التوتر في العلاقات بين البلدين، وسط مخاوف من انعكاسات أمنية إقليمية قد تؤدي إلى تدخلات دولية أكبر في الأزمة السودانية.