
خبير سوداني: “لا تعويل على الضغوط الدولية دون رؤية وطنية موحدة”
وسط تصاعد الأزمات المتشابكة في السودان منذ اندلاع الحرب، أجرى موقع الغد السوداني حوارًا حصريًا مع محمد الأمين أبوزيد، مدير مكتب السودان بمركز العرب للأبحاث والدراسات. تناول الحوار أبرز التطورات الراهنة، بما في ذلك اجتماع مجلس الأمن اليوم بشأن الأزمة السودانية، والدور المحوري للقوى الثورية المدنية في مواجهة التحديات الراهنة، يرى أبوزيد أن مواجهة التحديات تبدأ بتحديد أهداف واضحة، إطلاق مبادرات إنسانية، وتعزيز الوحدة الثورية، مشددًا على أن الضغط الدولي، رغم أهميته، ليس بديلاً عن رؤية سودانية جامعة.
- الشباب في صدارة المشهد
مع استمرار الانقسام السياسي في السودان، يبرز الشباب كعنصر حاسم في استعادة المسار الديمقراطي، وذلك من خلال توحيد الجهود وتوعية المجتمع بمخاطر الحرب. هكذا استهل أبو زيد حديثه، متناولًا عدة محاور، وإليكم تفاصيل الحوار:
- ما الخطوات العملية المأمولة من مجلس الأمن لمعالجة أزمة السودان؟
المأمول من مجلس الأمن الدولي يتجاوز مجرد الإدانة وإطلاق البيانات، ويشمل اتخاذ خطوات عملية وسريعة للتخفيف من معاناة الشعب السوداني، خاصة في ظل الأزمة الإنسانية التي تفاقمت في مناطق مثل الفاشر.
- ما هي الخطوات التي تم الحديث عنها؟
إرسال مساعدات عاجلة: توفير الإغاثة الغذائية والطبية لسكان المناطق المتضررة مع ضمان وصولها دون عوائق.
زيادة الدعم الدولي: تفعيل الدعم الأممي وتعزيز الشراكات مع المنظمات الإقليمية لتخفيف الضغط على المؤسسات المحلية.
إجراءات رادعة: فرض عقوبات على الأطراف التي تعرقل إيصال المساعدات أو تساهم في تفاقم الأزمة الإنسانية.
حلول طويلة الأجل: معالجة الأسباب الجذرية للأزمة السودانية من خلال دعم مبادرات السلام والتنمية المستدامة.
إن استمرار تدهور الأوضاع في السودان، دون تدخل دولي حاسم، سيؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية وزيادة تدفق اللاجئين إلى الدول المجاورة، ما يشكل تهديدًا للاستقرار الإقليمي.
- مع استمرار الحرب وتفاقم الأزمة، كيف يمكن للقوى الثورية المدنية أن تواجه هذه التحديات، وما هي أدوارها الممكنة؟
الحرب الحالية بالفعل تُقيّد خيارات القوى الثورية المدنية وتحجم أدواتها السياسية، ولكن لا يمكننا القول إن الخيارات معدومة. القوى الثورية يجب أن تُركز على ثلاثة محاور أساسية:
التوعية بالمخاطر: يجب أن تستمر في رفع الوعي بمخاطر الحرب على بنية المجتمع السوداني، والتذكير بأهمية الحفاظ على مكتسبات الثورة التي تتناقض جذريًا مع التدمير والصراعات المسلحة.
حماية المدنيين: من خلال إطلاق مبادرات إنسانية فعّالة، والعمل على توصيل المساعدات للمتضررين بالتعاون مع المنظمات المحلية والدولية.
الوحدة الثورية: رغم الانقسامات السياسية، فإن وحدة القوى المدنية والديمقراطية ضرورة لا غنى عنها لتحقيق وقف الحرب واستئناف المسار الديمقراطي.
- تحدثت عن أهمية الوحدة بين القوى الثورية، فما هي الخطوات العملية لتحقيق ذلك؟
توحيد القوى الثورية يتطلب استراتيجية شاملة تشمل الخطوات التالية:
تحديد أهداف مشتركة: مثل وقف الحرب، بناء نظام ديمقراطي، وتحقيق العدالة الاجتماعية.
إطلاق منصات للحوار: إقامة ورش عمل وإعلان سياسي يعزز الثقة والتعاون بين مختلف الفصائل.
التواصل مع الجماهير: إطلاق حملات توعوية تستهدف تعزيز الدعم الشعبي.
الاستفادة من الدعم الدولي: التعاون مع المنظمات الدولية لتكثيف الضغوط على الأطراف المتسببة في الحرب.
- إلى أي مدى يمكن التعويل على الضغوط الدولية لحل الأزمة السودانية؟
المجتمع الدولي لا يتحرك بدوافع أخلاقية أو إنسانية فقط؛ مصالحه هي الأساس. لذلك، على السودانيين توحيد رؤيتهم الوطنية، وتعزيز تماسكهم، خاصة في أهداف وقف الحرب واستئناف المسار الديمقراطي. يجب أن نتعامل مع الضغوط الدولية كعامل مساعد، وليس كحل نهائي.
- ما هو الدور المتوقع من الشباب السوداني في ظل الانقسام الحالي؟
الشباب كانوا دائمًا في طليعة الثورة السودانية، لكن الحرب خلقت حالة من الانقسام والتضليل الإعلامي. دور الشباب الآن مرتبط بالوعي بأهمية وقف الحرب كخطوة أولى لاستعادة المسار الثوري. لا يمكن تحقيق التغيير المنشود دون وحدتهم حول أهداف واضحة.