
وداعًا “ابنة النور”: حكاية امرأة صنعت التاريخ في السودان
في لحظة ملؤها الحزن والفخر، ودّع السودان اليوم، الأحد 5 يناير 2025، واحدة من أعظم رموزه النسائية، الدكتورة نفيسة أحمد الأمين، التي كرّست حياتها للدفاع عن حقوق المرأة والنضال من أجل تمكينها في مجتمع مليء بالتحديات. اشتهرت د. نفيسة بأنها من أبرز رواد الحركة النسوية السودانية، ومن مؤسسي الاتحاد النسائي السوداني، حيث حملت شعلة الكفاح لعقود، مخلّفة وراءها إرثًا خالدًا للأجيال المقبلة.
- “ابنة النور” التي أضاءت درب المرأة
وُلدت د. نفيسة في عشرينيات القرن الماضي، في بيئة تحدّ من طموحات المرأة. لكنها، بفضل إيمانها الراسخ بالتغيير، تمكنت من تجاوز قيود المجتمع وحصلت على تعليمها في جامعة الخرطوم، لتكون من أوائل النساء السودانيات اللواتي نلن تعليمًا عاليًا. أطلقت لقب “ابنة النور” على سيرتها الذاتية التي وثّقت فيها مسيرتها الحافلة بالنضال، وهي شهادة حية على شجاعتها ورؤيتها الثاقبة.
- منصة الكفاح النسوي
في عام 1952، أسست د. نفيسة مع رفيقاتها الاتحاد النسائي السوداني، الذي كان آنذاك قوة رائدة في النضال من أجل تعليم الفتيات وتمكين المرأة اقتصاديًا واجتماعيًا. تحت قيادتها، تحوّل الاتحاد إلى منبر للمطالبة بالمساواة بين الجنسين وحقوق المرأة، وأصبح جزءًا لا يتجزأ من الحراك السياسي والاجتماعي في السودان.
- إرث سياسي واجتماعي عظيم
عملت د. نفيسة على تعزيز الوعي السياسي لدى المرأة السودانية، حيث كانت تؤمن أن تمكين المرأة لا يمكن فصله عن النضال الوطني. كانت حاضرة في محافل عدة، تناقش قضايا الاستقلال والعدالة الاجتماعية، مما أكسبها احترام المجتمع السوداني، نساءً ورجالًا على حد سواء.
- جوائز وتكريمات عالمية
تقديرًا لدورها البارز، نالت د. نفيسة العديد من الجوائز محليًا ودوليًا، وأصبحت رمزًا عالميًا للنضال النسوي. بقيت حياتها مصدر إلهام للأجيال الجديدة من النساء السودانيات اللواتي يسعين لتحقيق العدالة والمساواة.
- فقدان بحجم الوطن
برحيل د. نفيسة أحمد الأمين، يفقد السودان صوتًا نسائيًا قويًا وأيقونة من أيقونات النضال النسوي. إلا أن إرثها سيظل شاهدًا على عظمة نضالها وإسهاماتها التي ستبقى حيّة في وجدان كل من يؤمن بحقوق المرأة وكرامتها.