اعلان ماس فيتالس

مليون سلوكة: حلم التنمية المستدامة أم عودة إلى العصر الحجري؟

عطبرة، الغد السوداني – في خطوة أثارت موجة من التفاعل والانتقادات بمواقع التواصل الاجتماعي في السودان، دشن والي نهر النيل مبادرة “مليون سلوكة”، التي تهدف إلى توزيع مليون أداة زراعية تقليدية على المزارعين المحليين. تأتي هذه الحملة التي تعتمد على قطع أكثر من 100 ألف شجرة مكتملة النمو لإنتاج “السلوكة”، وسط تساؤلات حول جدوى المشروع في عصر يشهد تطورات تقنية مذهلة في القطاع الزراعي.

 

  • “عودة إلى الوراء؟”

الوالي، أثناء مراسم التدشين، أكد أن المشروع جزء من رؤية تسعى لتعزيز الاكتفاء الذاتي وتمكين المجتمع المحلي من مواجهة التحديات الاقتصادية. وأوضح قائلاً: “الشعب السوداني لن يمد يده لأحد.” ومع ذلك، يرى المنتقدون أن هذه الخطوة أشبه بإعادة عجلة التنمية إلى الوراء، مشيرين إلى أن المشروع يتجاهل الإمكانات الطبيعية الهائلة في المنطقة، مثل الثروات المعدنية والزراعية، التي يمكن استثمارها بطرق أكثر تطورًا واستدامة.

 

  • بين مؤيد ومعارض

فيما وصف البعض المبادرة بأنها “دلاهة” وتساءلوا عن جدواها في ظل التقدم التكنولوجي، يرى آخرون أن المشروع يحمل قيمة رمزية تسعى لتوطين الزراعة وتحفيز الإنتاج المحلي. إلا أن قطع الأشجار لتصنيع الأدوات أثار قلقًا بيئيًا واسعًا، حيث تساءل أحد النشطاء: “كيف يمكن أن نحقق التنمية ونحن ندمّر مواردنا الطبيعية؟”

 

  • استدامة أم استنزاف؟

بغض النظر عن الجدل، يبقى السؤال الأهم: هل يمكن لمشروع يعتمد على أدوات تقليدية أن يواكب التحديات الاقتصادية والبيئية في السودان؟ وهل يصبح “مليون سلوكة” قصة نجاح تنموي، أم مجرد مثال آخر على مشاريع فقدت البوصلة في مواجهة الواقع؟

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.