اعلان ماس فيتالس

بين المعارك والامتحانات: طلاب السودان يكتبون ملحمة البقاء

الخرطوم، الغد السوداني – بدأت اليوم السبت امتحانات الشهادة السودانية في ظل ظروف قاسية وغير مسبوقة، حيث تحولت قاعات الامتحانات إلى مشهد يعكس معاناة الطلاب وأسرهم في بلد تمزقه الحرب منذ أكثر من عام.

 

أدى الصراع الدائر في السودان إلى حرمان عشرات الآلاف من الطلاب من الجلوس للامتحانات، بينما اضطر آخرون إلى مواجهة مخاطر جسيمة للوصول إلى مراكز الامتحانات. في مشهد غير مألوف، اختارت وزارة التربية والتعليم بدء الجلسات في توقيت استثنائي، يبدأ من الثانية والنصف ظهرًا حتى الخامسة مساءً، مع قطع خدمات الإنترنت خلال فترة الامتحانات، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا.

 

  • أرقام تعكس الأزمة

وفقًا لبيانات رسمية، يتقدم 343,644 طالبًا لامتحانات الشهادة السودانية هذا العام في 2300 مركز امتحاني داخل وخارج البلاد. ومع ذلك، يعاني حوالي 60% من الطلاب من انعدام إمكانية الجلوس للامتحانات، لا سيما في 8 ولايات متضررة بشكل مباشر من الحرب، بينما يعاني الطلاب في 3 ولايات أخرى من حرمان جزئي بسبب تدهور الوضع الأمني والخدمي.

 

  • الاحتجاجات والغضب المتصاعد

في ولاية جنوب كردفان، شهدت مدينة الدلنج احتجاجات حاشدة من الطلاب المحرومين من الامتحانات، حيث فشلت السلطات المحلية في توفير بيئة تعليمية مناسبة. وأكدت لجنة المعلمين السودانيين أن هذا الحرمان جزء من أزمة أوسع تعصف بالنظام التعليمي في البلاد.

 

  • مستقبل مجهول

مع استمرار الحرب وتعقيداتها، يبدو أن امتحانات الشهادة السودانية تمثل تحديًا ليس فقط للطلاب، بل أيضًا للنظام التعليمي بأسره. وبينما تحاول السلطات إنقاذ ما يمكن إنقاذه، يبقى مستقبل التعليم في السودان مرهونًا بحل الأزمة السياسية والإنسانية التي تعصف بالبلاد.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.