
ندوة في كمبالا تكشف معاناة الصحفيين السودانيين: تهديدات وعراقيل متزايدة
كمبالا – الغد السوداني
في ندوة استثنائية نظمتها رابطة الصحفيين السودانيين في العاصمة الأوغندية كمبالا، أطلق وزير الثقافة والإعلام السوداني الأسبق، فيصل محمد صالح، تحذيرات شديدة بشأن الأوضاع الصعبة التي يعيشها الصحفيون السودانيون في ظل استمرار النزاع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع.
خلال هذه المائدة المستديرة، التي جمعت الصحفيين السودانيين وأصحاب المؤسسات الإعلامية، استعرض صالح في ورقته البحثية التحديات الجسيمة التي تواجه الصحفيين داخل وخارج السودان، بما في ذلك المخاطر الجسدية، التهديدات على حياتهم، وتوقف المؤسسات الإعلامية عن العمل نتيجة للضغوط المتزايدة.
تهديدات ومخاطر يومية على حياة الصحفيين
وأشار صالح إلى أن الصحفيين السودانيين يتعرضون لمخاطر جسدية متعددة تشمل العنف المستهدف، مثل الاختطاف والتعذيب من قبل الأطراف المتنازعة. وأضاف أن هذه الأطراف تستخدم العنف لإجبار الصحفيين على الكشف عن مصادرهم أو منع نشر معلومات قد تضر بأجنداتها. كما أشار إلى الرقابة الصارمة المفروضة على وسائل الإعلام، مما دفع الصحفيين إلى ممارسة الرقابة الذاتية خوفًا على حياتهم وحياة أسرهم.
قيود على الاتصال وتعطيل الإنترنت
كما أكد صالح أن انقطاع الإنترنت المتكرر وتعطيل الاتصالات جعل من الصعب على الصحفيين التواصل مع مصادرهم أو إرسال تقاريرهم إلى الخارج، مما ساهم في تعقيد الوضع الإعلامي وزاد من عزل السودان عن العالم الخارجي. وأوضح أن نقاط التفتيش التي تسيطر عليها القوات المسلحة والأطراف المتنازعة تزيد من صعوبة حركة الصحفيين، حيث يتم احتجازهم أو استجوابهم بناءً على طبيعة المحتوى الذي يحملونه.
أزمة مالية تواجه الصحفيين في المنفى
من جانبه، أشار صالح إلى أن الصحفيين السودانيين في المنفى يواجهون صعوبات مالية خانقة، تشمل عدم القدرة على الحصول على دخل ثابت أو تصاريح للعمل في الدول المضيفة. وأوضح أن نقص التمويل والموارد في المؤسسات الإعلامية السودانية دفع بالكثير من المنافذ الإعلامية إلى الإغلاق، فيما يكافح البعض الآخر للبقاء في ظل تحديات مالية وضغوط نفسية متزايدة.
انتشار المعلومات المضللة: أداة للتأثير على الرأي العام
انتقد صالح انتشار المعلومات المضللة التي تستخدمها الأطراف المتحاربة كأداة لتوجيه الرأي العام وتشكيل التصورات الدولية. وأكد أن صعوبة التحقق من مصادر الأخبار في ظل القيود المفروضة على الإعلام ساهمت في تفشي ظاهرة الأخبار الكاذبة، مما زاد من تعقيد الأزمة.
رؤية للمستقبل: دعم المجتمع الصحفي السوداني
بدوره، قال رئيس رابطة الصحفيين السودانيين في أوغندا، عز الدين أرباب، إن الهدف من المائدة المستديرة هو تعزيز التعاون بين الصحفيين السودانيين وتحديد احتياجاتهم الفعلية لتعزيز دورهم في تغطية النزاع السوداني بشكل مهني. وأوضح أن الرابطة تسعى لإطلاق مبادرات لدعم الصحفيين وتحسين أوضاعهم من خلال التعاون مع المنظمات الدولية.
في بيان صدر بمناسبة اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، أكدت نقابة الصحفيين السودانيين أن النزاع المسلح أدى إلى مقتل 13 صحفيًا سودانيًا منذ بدء الحرب، مع تصاعد حاد في الانتهاكات ضد الصحفيين.