
الآثار والمتاحف تكشف لـ”الغد السوداني” حقيقة إكتشاف جِرار نبيذ صالح للشُرب في شمال السودان
الغد السوداني: هبة علي
أكد مدير إدارة الكشف الأثري في الهيئة العامة للآثار والمتاحف السودانية عبد الحي الساوي، بتصريحه لـ”الغد السوداني” أن التنقيب والمسح الأثري مُجمد لأكثر من عامين، نافياً صحة التقارير المتداولة والتي تتحدث عن العثور على قطع أثرية في محلية وادي حلفا _ شمالي السودان .
وتوقفت عمليات التنقيب الأثري في البلاد بعد اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، والتي أدت إلى تدمير المتاحف السودانية ونهب مقتنياتها بما في ذلك المتحف القومي بالعاصمة الخرطوم، وتدمير آثار ومقتنيات تؤرخ للحضارة السودانية الممتدة لسبعة آلاف عام، وتتهم حكومة السودان قوات الدعم السريع بتدمير المتاحف السودانية ونهب مقتنياتها، إبان سيطرتها على ولاية الخرطوم، وتعتبر ذلك جريمة حرب، متوعدةً بمحاسبة المتهمين بارتكابها، والتواصل مع المنظمات الدولية المعنية لاسترداد الآثار المسروقة بالتعاون مع منظمة اليونسكو.
و أوضح عبد الساوي أن الصورة المتداولة والتي تشير إلى جود جِرار من النبيذ الصالح للشرب، قد تم اكتشافها من قبل.
وأضاف : “يستحيل وجود هذه السوائل بحالة جيدة، ما اعرفه أن بعثة بولندية اكتشفت مخزن للنبيذ تحت الأرض فى موقع مسيحى بالقرب من دنقلا العجوز، وبالطبع الآنية فارغة لكن أثر النبيذ الجاف ملتصق على جدرانها، هذا الاكتشاف كان قبل عدة سنوات.
وترتفع المخاوف من أن تلقى الآثار السودانية مصير الآثار العراقية التاريخية، التي تعرضت لعمليات نهب وسرقة على نطاق واسع، بعد الغزو الأمريكي في 2003، حيث تم بيع عدد منها في السوق السوداء، بينما أتلف البعض الآخر، واختفى البعض منها، بسبب الفوضى العارمة وقتها.
وتوجد عشرات المواقع الأثرية في السودان، من أشهرها جبل البركل والكرمة، متوزعة على 6 مناطق إدارية، ومساجد وكنائس ومراقد وأسواق أثرية، بجانب متاحف متوزعة على عدة مدن، تؤرخ لحياة البشر والبيئة الحيوانية والنباتية وغيرها، منها متحف السودان القومي ومتحف التاريخ الوطني في الخرطوم، ومتحف شيكان في مدينة الأبيض، ومتحف السلطان علي دينار في مدينة الفاشر.