دورة
اعلان ماس فيتالس

عائدون إلى الخرطوم .. إرتفاع الأسعار وإنعدام الخدمات خطر يُهدد بقاء المواطنين

الغد السوداني_عاصم إسماعيل

رسم مواطنون صورة قاتمة للاوضاع المعيشية والانسانية بولاية الخرطوم خاصة الذين عادوا مؤخرا الى منازلهم خلال الشهرين الماضيين وظلت الازمة المعيشية تتفاقم يوما بعد يوم فى ظل نقص الخدمات الاساسية حيث تتعرض الالف الاسر يوميا لمعاناة قاسية فى ظل انعدام الكهرباء والمياه والخدمات الاساسية وانقطاع لشبكات الاتصالات، بعد ان اعلن الناطق باسم الشرطة العميد فتح الرحمن محمد التوم ان ولاية الخرطوم تشهد يوميا عودة ستة الالف شخص مع توقعات بتضاعف الاعداد الفترة المقبلة مع تراجع الخدمات وانهيار البنيات التحتية.

ويقول مواطنون عادوا مؤخرا الى ولاية الخرطوم ان الاوضاع تبدو شبه مستحيلة للبقاء مع انعدام تام للحركة التجارية وفقدان العمل وزيادة البطالة فى وقت غطت الحشائش المتسلقة معظم واجهات المباني والمحال التجارية على الشوارع الرئيسية في الخرطوم بينما انتصبت بقايا اللافتات المهشمة تحدث عن حياة كانت هنا.

ويروى المواطن عزت التوم ان كل المدينة تبدو خالية من البشر وتخلو من كل شئ الا امل العودة للحياة الطبيعية وسط معاناة مضاعفة لاستعادة المياه والكهرباء على امل عودة بقية المواطنيين قريبا. ويقول ان العودة تبدو صعبة للكثيرين خاصة وان خدمات الاتصالات غير متوفرة وغالب المواطنيين بلا عمل فى ظروف معقدة وفقر مدقع.

ويقول حمزة الضي من سكان مدينة بحرى عاد مؤخرا بعد فترة عام ونصف نزوح ولجوء ان الحركة فى المدينة شبه طبيعة فى بعض المناطق بينما تخلو الشوارع من المارة باستثناء تجمعات طفيفة لبعض الشباب يقومون بأعمال حفريات في محاولة للحصول على مياه.

ونشرت الجهات الرسمية فى الخرطوم تقريرا حول التخريب الكبير الذى طال كابلات الكهرباء وسرقة واسعة للنحاس ما عطل امر اعادة الكهرباء للمواطنيين وتسبب ذلك فى انعدام للمياه حيث وصل برميل المياه الى ارقام كبيرة  تقف دون قدرة المواطن رغم ان بعض مسؤولى المياه يقومون باستجلاب المياه الى بعض الاحياء عبر الشاحنات الكبيرة املا فى تقليل المعاناة.

ورغم المعاناة وعدم الاستقرار الكلى الا ان بعض خطوط المواصلات بدات فى العمل تدريجيا حيث يقول محمد زين سائق حافلة مواصلات ان العمل محدود فى اوقات معينة فقط لعدم وجود الركاب بالاضافة الى انعدام الكاش لدى المواطنيين ويؤكد ان الحياة تتوقف عند الرابعة مساءا.

ولكن كثير من المواطنيين يرون ان اسعار الترحيل عبر المواصلات تبدو صعبة على الكثيرين حيث تتراوح قيمة تعرفة الترحيل بين 2000 الى 3000 الف جنيه فى ظل ظروف صعبة يعيشها المواطن.

ورغم عودة بعض الباعة الجائلين فى الاسواق الا انهم  يشكون من قلة الحركة حيث يقول احد الباعة إن الخرطوم بدات تشهد حركة محدودة مع عودة طفيفة للمواطنين، ويعتمد بائعو الأطعمة والعصائر والقهوة في دخلهم على سائقي الحافلات، وأفاد محمد بأن دخله اليومي لا يتعدى 15 ألف جنيه بينما كان يحصد أضعاف هذا المبلغ في السابق.

ويقول إذا استطاعت الجهات الرسمية استعادة المياه والكهرباء سوف تعود المنطقة لطبيعتها في أقرب وقت، ويضيف أتلقى اتصالات من المعارف والأصدقاء باستمرار يستفسرون عن عودة المياه والكهرباء ما يفسر ان عودة المواطن مرتبطة بتوفير الخدمات الاساسية، واشار الى ان المياه يستجلبها المواطنون من النيل حيث يباع جالون المياه ب500 جنيه.

ويرى التاجر أحمد ادم ان “السلع الاستهلاكية” مثل الخضر والفاكهة استقرت أسعارها بسبب وفرتها من إنتاج المزارع القريبة في شمال ام درمان وأضاف مثلا  الطماطم، والبطاطس” هي بمثابه أكثر أصناف المحاصيل الزراعية في متناول اليد بالنسبة للمواطنين بينما اللحوم بعضها يشهد ندره بسبب توقف عجلة الإنتاج مثل أصناف اللحوم البيضاء “السمك، والفراخ” فقد توقفت عجلة إنتاج اكبر أسواق إنتاج السمك بمنطقة الموردة نتيجة للحرب والأوضاع الأمنية. وقال هذا الأمر تسبب في مضاعفة حجم الاستهلاك والاقبال على اللحوم الحمراء التي زاد سعرها بواقع 60٪ .

وتأثرت الاوضاع فى الخرطوم بتارجح أسعار السلع الاستهلاكية على خلفية عودة الكثيرين وانخفض سعر كيلو السكر إلى (5) الاف جنيه، وكيلو الدقيق إلى (4) الاف جنيه، وكيلو العدس إلى (3) الاف جنيه، والزيت إلى (10) ألف جنيه، كما تباع اربع قطع من الخبز بسعر ألف جنيه فيما ارتفعت اسعار الماكولات بصورة كبيرة وصل سعر طلب الفول الى 3 الاف جنيه.

وخلفت الحرب معاناة جديدة وماساة حقيقية حيث انتشرت امراض سوء التغذية والملاريا بشكل مقلق مع انعدام لاصناف الادوية وارتفاع اسعار بعضها حيث توقفت جميع المستشفيات والمراكز الصحية والصيدليات عن العمل ما ادى الى فقدان السكان للرعاية الصحية الاولية مع انتشار الاوبئة من مخلفات الحرب وانتشار كبير للجثث فى الطرقات العامة والمنازل.

وقال بيان أصدرته غرفة طوارئ جنوب الخرطوم إن المنطقة تشهد أوضاعا إنسانية متدهورة تتفاقم يوما بعد يوم، حيث يعاني السكان من أزمات صحية خانقة، وانفلات أمني خطير، وتدهور في سبل العيش، مما يستوجب تدخلا عاجلا لإنقاذ الأرواح وتخفيف معاناة المواطنين

وكشف البيان عن توقف الرعاية الصحية وإغلاق معظم العيادات بسبب عمليات النهب والتخريب، مما حرم الاف المرضى من تلقي العلاج اللازم.

وأوضح البيان أن النقص الحاد في الأدوية الأساسية، مثل الأنسولين وأدوية الضغط، أدى إلى تعريض حياة المصابين بالأمراض المزمنة لخطر حقيقي، مما اضطر بعض المواطنين إلى اللجوء لاستخدام الطب البديل” الأعشاب” للعلاج، وكشف البيان عن انتشار تجارة الأدوية في السوق السوداء بأسعار باهظة مما جعل الحصول على العلاج مستحيلا لمن لا يملك المال.

وتشهد الأسواق وبعض المحال التجارية التى افتتحت مؤخرا ارتفاعا غير مسبوق في أسعار المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية وصل إلى نسبة 400 في المئة، في وقت يعاني فيه الاف المواطنين من نفاد المدخرات المالية بسبب توقف الأعمال اليومية.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.