
الأزمات تحاصر العالقين في معسكرات النازحين واللاجئين بدارفور
غرب كردفان – المريود فضل المولى
في ظل تصعيد العمليات العسكرية بمدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، تستمر معاناة السكان العالقين في معسكرات النزوح بخاصة مخيم “زمزم” و”أبو شوك”، معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ المدنيين الأبرياء من ضحايا الصراع، هربوا خوفاً من ويلات الحرب بحثاً عن الأمن والحياة، فإذا بالموت يحاصرهم ويهددهم من جديد، لكن هذه المرة بالجوع وسوء التغذية والقصف المدفعي المتبادل والعشوائي والمتعمد أحياناً.
ونتيجة تصاعد وتيرة المعارك بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، تفاقمت خلال الأيام الأخيرة الأوضاع الإنسانية التي يعيشها النازحون واللاجئون في المعسكرات، التي باتت بحسب منسقية النازحين واللاجئين بدارفور على وشك الدخول في مجاعة حقيقية، فبات الجوع الشديد يحاصرهم بعد أن تدهورت الأحوال المعيشية بصورة تضعهم في مواجهة الموت البطيء تضوراً، بخاصة كبار السن والعجزة إلى جانب الفئات الضعيفة من الأطفال والنساء.
توتر وأزمات
إلى ذلك، كشفت إدارة معسكر “زمزم” للنازحين في دارفور عن أن العالقين فيه يواجهون وضعاً إنسانياً بائساً وأزمة خانقة في مياه الشرب.
وأشارت إلى أن “الفارون إلى مدينة الفاشر يعانون نقصاً في الغذاء، ويعتمدون بصورة كاملة على غرف الطوارئ والمطابخ الجماعية في الطعام.
ولفت المتحدث باسم الإدارة محمد خميس إلى “وجود مئات الجثث في طرق ومنازل المخيم من دون أن تدفن منذ اجتياح المعسكر في الـ11 من أبريل الماضي.
وعلى رغم الهدوء الحذر على محور دارفور، لكن التوتر والقصف العشوائي ما زالا يخيمان على مدينة الفاشر.
حالات سوء التغذية
وحذر الناشط المجتمعي محمود الطيب في حديثه لـ”الغد السوداني” من أن الجوع يداهم سكان المعسكرات الذين يعيشون أوضاعاً في غاية الصعوبة والبؤس، بعدما فاقم شح المواد الغذائية الأساسية وارتفاع أسعارها الجنوني معاناتهم.
وكشف الطيب عن أن حالات سوء التغذية بلغت في معسكرات العالقين المحاصرين جراء الأحداث في مدينة الفاشر آلاف الحالات معظمهم من الفئات الضعيفة كالأطفال والمرضعات والحوامل.
ولفت الناشط المجتمعي إلى أن “معظم الأسر داخل معسكرات النزوح باتت تكتفي بوجبة واحدة لأفرادها في اليوم، بعدما قلصت المنظمات الداعمة الحصص التي كانت تقدمها من السلع والمواد الغذائية.
كارثة إنسانية
ومن جهتها، أوضحت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين بدارفور أن زيارتها الميدانية لمواقع النزوح داخل منطقة طويلة “كشفت عن وضع إنساني بالغ الحرج، أقل ما يوصف أنه يمثل حال طوارئ قصوى تتطلب تضافراً للجهود المحلية والدولية لكل من يؤمن بالقيم الإنسانية وحق الحياة”.
وأوضح المتحدث باسم المنسقية آدم رجال أن “النازحين يعانون وضعاً تعجز الكلمات عن وصفه، إذ يفتقرون إلى أدنى مقومات الحياة من إيواء وماء وغذاء وعلاج وملابس والناموسيات، وأدوات الطبخ والملابس والصابون ومواد الصرف الصحي إلى جانب الدعم النفسي، محملاً طرفي الصراع مسؤولية الكارثة الإنسانية والقصف والانتهاكات التي يتعرض لها النازحون شمال دارفور”.
نساء دارفور
على صعيد متصل، طالبت منصة نساء دارفور المجتمع الدولي والمنظمات بتقديم العون الإنساني العاجل لمواطني الفاشر ومعسكرات زمزم وأبو شوك والقرى التي طالها الاعتداء، وتوفير أسباب الحياة من الماء والغذاء والدواء وحاجات النساء والأطفال باستخدام الإسقاط الجوي عبر طيران الأمم المتحدة، ضماناً لحياة المدنيين.
ونادى بيان المنصة بضرورة الإيواء العاجل لضحايا العنف الجنسي من النساء والفتيات والطفلات والأمهات، مع تقديم العون الطبي والدعم النفسي لهن إلى جانب ذوي الحاجات الخاصة والأطفال الذين تشردوا بسبب الحرب، ورصد وتوثيق الانتهاكات المرتكبة كافة بغرض معاقبة مرتكبيها وفق القانون الدولي الإنساني.