كيف رصدت عدسات الكاميرات أجواء اليوم الأول من عيد الفطر ؟

الغدالسوداني -وكالات

في أجواء مشبعة بالبهجة والروحانيات، يحتفل الملايين حول العالم بعيد الفطر، مُنهين شهر رمضان بصلاة العيد وتبادل التهاني. تتنوّع مظاهر الاحتفال من بلدٍ إلى آخر، لكنها تلتقي في قيم الفرح والتكافل والعودة إلى الروحانيات. من الأسواق المزدانة إلى الأطباق التقليدية تتحوّل أيام العيد إلى لوحةٍ عالمية تعكس ثراء الثقافات الإسلامية.

تسجل كاميرات المصوّرين لحظاتٍ لا تُنسى من العيد، حيث تظهر الصور أطفالاً يرتدون أزياء جديدة، وعائلات تهنّئ بعضها بالحلويات، ومساجد عامرة بالمصلين. وفي بعض المناطق، تختلط فرحة العيد بلمساتٍ من الحنين، كما في مخيمات اللاجئين، أو المدن التي تعاني من النزاعات، حيث يصبح العيد رمزاً للأمل والتضامن.

ويبدأ عيد الفطر بطقوس صلاة العيد وتكبيراته التي يرددها المسلمون في المساجد والساحات العامة، حيث يحرصون على أداء الصلاة جماعة. يتبع الصلاة تبادل التهاني بين المصلين، ثم زيارة الأهل والأصدقاء وتوزيع الهدايا والحلويات، مع الحفاظ على روح التكافل ومساعدة المحتاجين.

ورغم اختلاف العادات والتقاليد، تبقى روح العيد واحدةً في كل مكان: صلة الرحم، وإغاثة المحتاجين، وبدايةٌ جديدة تُجسّدها عبارات “كل عام وأنتم بخير”.

نستعرض لكم بعض الصور حول العالم من الدول التي أعلنت اليوم الأحد بداية عيد الفطر.

 

 

احتفل سكان غزة بعيد الفطر هذا العام وسط ظروف صعبة، حيث حاول الأهالي إضفاء جو من الفرح رغم التحديات الاقتصادية والأمنية. تضمنت الاحتفالات تبادل الزيارات المحدودة وتوزيع الهدايا على الأطفال.

تضم الإمارات عدة مشاريع إسلامية بارزة، مثل وقف خليفة الإنساني الذي يدعم مشاريع في 116 دولة، ونظام الأذان الرقمي المتزامن عبر مئات المآذن في دبي، إضافة إلى أكبر مصحف إلكتروني تفاعلي في الشارقة بارتفاع 7 أمتار. كما تحتضن “مدينة القرآن” المتكاملة وتتصدر دول العالم بعدد المساجد الذكية المزودة بتقنيات حديثة، إلى جانب ريادتها في طباعة وتوزيع ملايين المصاحف بلغات متنوعة حول العالم.

لدى قطر أحد أقدم المصاحف في العالم الذي يعود إلى القرن السابع الميلادي، وكذلك مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب الأكبر الذي يتسع لألف مصلٍّ، كما أُختيرت الدوحة عاصمةً للثقافة الإسلامية 2021. وتشتهر قطر بمبادراتها الإسلامية العالمية مثل مؤتمرات العلماء والقناة القرآنية، وتتصدر دعم المشاريع الخيرية والتعليمية في العالم الإسلامي.

 

يُعد اختلاف موعد عيد الفطر في العراق مسألة متكررة، حيث قد تحتفل بعض المناطق بالعيد في يوم مختلف عن غيرها بسبب اختلاف المرجعيات الدينية في تحديد بداية شهر شوال. تتبع معظم المراجع الشيعية في النجف تقويماً يعتمد على الرؤية الفلكية المباشرة، ما قد يؤدي أحياناً إلى إعلان العيد بعد يوم من إعلان ديوان الوقف السني، الذي يعتمد على رؤية الهلال وفق معايير أخرى.

هذا التباين يجعل بعض العائلات العراقية تواجه تحديات في الاحتفال مع أقاربها الذين قد يتبعون مراجع دينية مختلفة، لكن رغم ذلك يظل العيد مناسبة جامعة تجمع العراقيين حول الطقوس والتقاليد المشتركة.

 

يُشكّل المسلمون في أفغانستان الأغلبية الساحقة من السكان، حيث يُمارسون شعائر عيد الفطر وفق التقاليد المحلية التي تجمع بين الموروث الديني والثقافي. وتشمل الاحتفالات صلاة العيد في المساجد والساحات العامة، وتبادل الزيارات العائلية، وتوزيع الصدقات على المحتاجين، مع إعداد الأطعمة التقليدية مثل الكباب والشيرينك.

 

يُشكّل المسلمون في روسيا حوالي 15-20% من السكان، أي نحو 25 مليون مسلم، وفقاً لتقديرات غير رسمية (حيث لا يُدرج التعداد الرسمي الانتماء الديني)، ما يجعل الإسلام ثاني أكبر ديانة في البلاد بعد المسيحية الأرثوذكسية.

 

يتركز المسلمون بشكل رئيسي في مناطق مثل تتارستان، وبشكورتوستان، وداغستان، لكن هناك حضوراً بارزاً لهم في المدن الكبرى مثل موسكو وسانت بطرسبرغ. أمّا في موسكو، فيُقدَّر عدد المسلمين بمليون إلى 1.5 مليون نسمة، بينهم مهاجرون من آسيا الوسطى وجمهوريات القوقاز.

وتضم المدينة العديد من المساجد والمراكز الإسلامية، أبرزها “المسجد الجامع بموسكو”، الذي يُعد أحد أكبر المساجد في أوروبا، ويتسع لنحو 10,000 مصلٍّ.

أما في سانت بطرسبرغ، فيُقدَّر عدد المسلمين بنحو 100,000 إلى 200,000 نسمة، وهم من السكان التتار، والأذريين، والمهاجرين من آسيا الوسطى. ويُعَد “مسجد سانت بطرسبرغ” من أبرز المعالم الإسلامية في المدينة، وقد بُني عام 1913 وكان الأكبر في أوروبا حينها.

تركيا دولة ذات أغلبية مسلمة، حيث تشير التقديرات إلى أن حوالي 99% من سكانها من المسلمين، معظمهم على المذهب السني الحنفي مع وجود أقلية علوية. تمتاز البلاد بتنوع ثقافي يجمع بين التقاليد الإسلامية والسمات الحديثة.

ويُعد مسجد آيا صوفيا، صرحاً تاريخياً فريداً شهد تحولات عديدة عبر القرون. بدأ ككاتدرائية بيزنطية في القرن السادس، ثم أصبح مسجداً بعد الحكم العثماني، قبل أن يتحول إلى متحف في العهد الجمهوري. وفي عام 2020، افتتح كمسجد بعد قرار قضائي، مع الحفاظ على قيمته التاريخية والفنية التي تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.

وخلال الحكم الشيوعي (1946-1992)، تعرضت الممارسات الدينية للقمع الشديد، لكن بعد سقوط النظام الشيوعي، شهدت البلاد عودة تدريجية للحياة الدينية. واليوم، يوجد في ألبانيا العديد من المساجد والجمعيات الإسلامية. وتتمتع الدولة بعلمانية رسمية تضمن حرية العبادة، فيما يواصل المسلمون لعب دور بارز في النسيج الثقافي والاجتماعي للبلاد.

 

يُقدَّر عدد المسلمين في أوروبا بنحو 25 إلى 30 مليون نسمة، ما يجعلهم واحدة من أكبر الأقليات الدينية في القارة. يتركزون بشكل رئيسي في فرنسا (نحو 6 ملايين)، وألمانيا (نحو 5 ملايين)، والمملكة المتحدة (نحو 4 ملايين)، إضافةً إلى إسبانيا، وإيطاليا، وهولندا.

تنوعت أصول المسلمين في أوروبا بين مهاجرين من دول الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، وجنوب آسيا، وبين مجتمعات مسلمة تاريخية مثل البوشناق في البلقان والألبان والأتراك. رغم اندماج العديد منهم في المجتمعات الأوروبية، إلا أنهم يواجهون تحديات تتعلق بالهوية، في ظل صعود تيارات اليمين الأوروبي.

يشكّل المسلمون في كينيا نحو 10-15 في المئة من إجمالي السكان البالغ عددهم أكثر من 53 مليون نسمة، وفق تقديرات غير رسمية، حيث يتركزون بشكل أساسي في المناطق الساحلية مثل مومباسا، ولامو، وماليندي، بالإضافة إلى مدن شمال شرق البلاد مثل غاريسا ووجير.

 

 

يعود تاريخ الإسلام في كينيا إلى القرن السابع الميلادي، عندما وصل التجار العرب والفرس إلى الساحل الشرقي لإفريقيا، وأسّسوا مجتمعات إسلامية هناك. ويتبع معظم المسلمين في كينيا المذهب السني، وتحديداً الفقه الشافعي، مع وجود أقلية إسماعيلية.

رسم عيد الفطر هذا العام لوحة عالمية من الاحتفالات المتنوعة، حيث تجسّدت الفرحة في الأزياء الجديدة واللقاءات العائلية رغم التحديات. تبقى هذه المناسبة مظهراً للتقاليد الإنسانية المشتركة التي تتجاوز الحدود الجغرافية.

نقلا عن بي بي سي عربي

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.