الدراما الرمضانية السودانية بين الطموح والتحدي
بقلم:طارق خندقاوي
على الرغم من وفرة الإنتاج الدرامي السوداني في رمضان هذا العام، إلا أن المشاهد ظل يبحث دون جدوى عن عمل يرتقي إلى مستوى تطلعاته. أكثر من عشرة أعمال صُوّرت بين السودان ومصر والسعودية والإمارات، لكنها لم تفلح في تحقيق التأثير المطلوب، ويرجع ذلك إلى ضعف البناء الدرامي وقلة التجربة المتراكمة رغم تزايد الإنتاج.
المشكلة الأساسية لا تكمن فقط في نقص الخبرة، بل في غياب السيناريو الجيد والتمثيل المتقن، وهو ما جعل بعض هذه الأعمال تبدو ضعيفة رغم جودة الإنتاج. فالمشاهد السوداني، الذي بات بلمسة زر واحدة قادراً على متابعة أرقى الأعمال الدرامية العالمية، أصبح أكثر وعياً بمعايير الجودة، ولا يمكن إرضاؤه بمحاولات غير ناضجة. والمفارقة المؤلمة أن كثيراً من الأعمال العربية التي لاقت نجاحاً هذا العام تحمل بصمات مبدعين سودانيين، من كتّاب وفنيين وممثلين، لكن خارج حدود بلادهم!
إضافة إلى ذلك، لا تزال هناك فجوة واضحة في آليات العرض والتسويق. فرغم وجود أربع منصات سودانية رقمية هذا العام، إلا أن حضورها وتأثيرها يكاد لا يُذكر.
نقدنا ليس مجرد عتاب، بل هو دعوة حقيقية للنهوض بصناعة الدراما السودانية، وتحفيز المنتجين للتركيز على أساسيات البناء الدرامي بدل الركون إلى الاستسهال. فالفن رسالة ومسؤولية، وليس مجرد منتج موسمي يُستهلك بسرعة وينتهي أثره. والتاريخ لا يحتفظ إلا بالأعمال المتقنة، أما المحتوى الفارغ فمصيره النسيان.