
الحرب والحياة البرية في السودان.. كيف يهدد النزاع التنوع البيولوجي؟
بورتسودان، الغد السوداني – وسط أجواء مليئة بالتحديات البيئية التي فرضتها الحرب والنزاعات في السودان، احتفل مركز بحوث الحياة البرية باليوم العالمي للحياة البرية تحت شعار “تمويل الحفاظ على الحياة البرية: الاستثمار في البشر والكوكب”، وذلك بالتعاون مع منصة “مشارك المعرفة” ومؤسسة “الباحثين السودانيين”.
وقالت الدكتورة لبنى محمد عبدالله، مدير مركز بحوث الحياة البرية، في كلمتها خلال الفعالية:
“إن اجتماعنا اليوم يعكس التزامنا الجماعي بحماية الحياة البرية وتعزيز استدامتها، ليس فقط من أجل التنوع البيولوجي، ولكن أيضًا لضمان مستقبل بيئي وغذائي مستدام للأجيال القادمة.”
- الحرب وتأثيرها على الحياة البرية
تواجه الحياة البرية في السودان تحديات غير مسبوقة نتيجة النزاع المسلح، حيث أسفرت الحرب عن تدمير المواطن الطبيعية، وارتفاع معدلات الصيد الجائر، وتراجع جهود الحماية والتشريعات البيئية. كما أن الحيوانات المستأنسة لم تسلم من تداعيات الأزمة، إذ أدت الأوضاع الأمنية إلى نفوق أعداد كبيرة من الماشية نتيجة نقص الغذاء والمياه، وتدهور الرعاية البيطرية.
- دعوات لتعزيز التعاون والاستثمار في حماية البيئة
أكدت د. لبنى أن الحفاظ على الحياة البرية لا يمكن أن يكون مسؤولية فردية، بل هو جهد جماعي يتطلب التعاون بين الحكومات، الباحثين، القطاع الخاص، والمجتمعات المحلية، مشيرة إلى ضرورة تعزيز السياسات البيئية والاستثمارات المستدامة لحماية النظم البيئية في السودان.
وشارك في الفعالية عدد من الجهات المهتمة بالحفاظ على البيئة، من بينها مكتب اليونسكو السودان، منظمة كلنا السودان للتنمية المستدامة، الجمعية السودانية لحماية البيئة، المجلس الأعلى للبيئة والموارد الطبيعية، مركز معتصم نمر للثقافة البيئية، ومنظمة المبادرة البيئية للتنمية المستدامة.
- آفاق المستقبل: استدامة البيئة والاستثمار في الطبيعة
اختتمت د. لبنى حديثها بتأكيد أن الاستثمار في حماية الحياة البرية هو استثمار في صحة الإنسان واقتصاد الدول ورفاهية الأجيال القادمة، مشددة على ضرورة استمرار العمل الجماعي لإيجاد حلول عملية ومستدامة تدعم البيئة والاقتصاد معًا.