اعلان ماس فيتالس

تصاعد العنف في “مثلث الموت”.. الجماعات الإرهابية تمدد نفوذها في غرب أفريقيا

دوسو (النيجر)، الغد السوداني – في ليلة حالكة من ليالي النيجر، تجمّع سكان قرية ماكاني في مقاطعة ديونديو وسط منازلهم المتواضعة، غير مدركين أن الموت يقترب منهم بصمت. في ساعات متأخرة من ليلة 22 فبراير، اقتحم مسلحون القرية، وقاموا بجمع الأهالي قبل أن يفتحوا عليهم النار بلا رحمة، ما أسفر عن مقتل 14 شخصًا وإصابة ثلاثة آخرين بجروح خطيرة. لم يكتفِ المهاجمون بذلك، بل أضرموا النيران في عشرات المنازل والمتاجر والمخازن، تاركين خلفهم مشهدًا مروعًا من الدمار.

بعد يومين فقط، لم تكن قرية توغوزاوا المجاورة بعيدة عن هذا المصير. ففي ليلة 24 فبراير، نفذ المسلحون هجومًا آخر، أسفر عن مقتل شخصين وإصابة آخر، وسط عمليات إحراق لمنازل السكان. لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجومين، لكن أسلوب التنفيذ يتطابق مع التكتيكات الوحشية التي تتبعها الجماعات الإرهابية الناشطة في المنطقة، مثل تنظيم “داعش” في الصحراء الكبرى و”القاعدة” ممثلة في جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين”.

 

  • مثلث الموت.. بؤرة الإرهاب في الساحل

تقع مقاطعة ديونديو في منطقة دوسو القريبة من الحدود مع مالي وبوركينا فاسو، ضمن ما يُعرف بـ”مثلث الموت”، وهي منطقة تحولت إلى ساحة معركة بين الجماعات الإرهابية والقوات الحكومية. هذه المنطقة، التي تضم متنزه دبليو الوطني، باتت ملاذًا للمسلحين الذين يستخدمونها كنقطة انطلاق لتنفيذ هجماتهم في دول الساحل.

 

تقول التقارير الأمنية إن الجماعات الإرهابية لم تعد تكتفي بمهاجمة القوات النظامية، بل وسّعت عملياتها لاستهداف المدنيين في محاولة لفرض نفوذها على المجتمعات المحلية من خلال الترهيب والقتل الجماعي.

 

  • تزايد الخطر في غرب أفريقيا

بحسب تقرير حديث للأمم المتحدة، فإن جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين”، الفرع الإقليمي لتنظيم القاعدة، تمتلك قوة تقدر بين 5 إلى 6 آلاف مقاتل في المنطقة، بينما يقدر عدد مقاتلي تنظيم “داعش” بين ألفين إلى ثلاثة آلاف، وسط تصاعد عملياتهم العسكرية منذ بداية عام 2024.

 

ويحذر الخبراء من أن تصاعد هذه الهجمات قد يؤدي إلى زعزعة استقرار غرب أفريقيا، حيث تسعى الجماعات الإرهابية إلى استغلال الفوضى لمد نفوذها وفتح جبهات جديدة للصراع. في الوقت نفسه، تواجه الحكومات المحلية تحديات كبيرة في احتواء هذه التهديدات بسبب قلة الموارد وضعف التنسيق الأمني الإقليمي.

 

في أعقاب الهجمات الأخيرة، زار حاكم منطقة دوسو، الكولونيل الحسن بانا، القرى المتضررة، حيث أدان بشدة “الاعتداء البربري” وتعهد باتخاذ إجراءات صارمة لمواجهة تزايد انعدام الأمن في المنطقة. لكن السكان، الذين يعيشون في خوف دائم، يتساءلون: متى ستتوقف هذه الهجمات، وهل يمكن القضاء على الإرهاب في منطقة الساحل؟

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.