تصاعد العنف في السودان.. الأمم المتحدة تندد بقصف المدنيين في أم درمان ودارفور
الخرطوم، الغد السوداني – أدانت الأمم المتحدة، الأحد، تصاعد العنف ضد المدنيين في السودان، في ظل استمرار المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023.
وأعربت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتين نكويتا سلامي، عن صدمتها إزاء القصف المدفعي الذي استهدف سوق صابرين وأحياء سكنية في أم درمان، مما أسفر عن مقتل 60 شخصاً على الأقل، واصفة الهجوم بأنه “مروع وعشوائي”.
وأكد ناشطون أن القصف نُفّذ بواسطة قوات الدعم السريع، التي كثفت عملياتها العسكرية في العاصمة أم درمان، الواقعة تحت سيطرة الجيش السوداني.
- تصاعد المعارك في العاصمة والولايات
وفي الخرطوم، عبر النيل، أسفرت غارة جوية على منطقة تسيطر عليها قوات الدعم السريع عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة العشرات، وفقاً لمصادر طبية وعناصر إنقاذ. كما شهدت ولاية شمال كردفان تصعيداً خطيراً، حيث أعلن الجيش السوداني، الخميس، استعادة السيطرة على مدينة أم روابة، التي كانت خاضعة لقوات الدعم السريع منذ مايو 2023.
وأفاد سكان في الأبيض، عاصمة الولاية، عن قصف صاروخي ومدفعي نفذته قوات الدعم السريع، مما أدى إلى اندلاع حرائق في منازل عدة.
أما في إقليم دارفور المضطرب، فقد اتهمت “المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين” الجيش السوداني بتنفيذ غارات جوية على بلدة منواشي، مما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين.
وفي شمال دارفور، شنت قوات الدعم السريع هجمات عنيفة، الخميس، على مناطق غرب الفاشر، ما أدى إلى موجة نزوح جديدة وسط أنباء عن نهب منازل وقتل مدنيين.
- اغتيال داعية بارز في الفاشر
وفي تصعيد جديد، قتلت قوات الدعم السريع، الأحد، الداعية الإسلامي البارز وعميد كلية القرآن الكريم بجامعة الفاشر، الصادق أحمد يوسف، إلى جانب شقيقه و11 شخصاً آخرين، وفقاً لمصادر محلية.
وكانت قوات الدعم السريع قد شنت هجوماً واسعاً على مدينة الفاشر، عبر محوريها الشرقي والجنوبي الشرقي، ما أدى إلى مواجهات عنيفة مع الجيش السوداني وحلفائه من الحركات المسلحة، استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة.
- دعوات لوقف الحرب
وسط استمرار العنف، حذرت الأمم المتحدة من تداعيات الحرب المستمرة على المدنيين، مشددة على ضرورة إنهاء الصراع فوراً. وقالت نكويتا سلامي: “طال أمد معاناة المدنيين السودانيين كثيراً.. آن الأوان لإنهاء هذه الحرب منذ وقت طويل”.
يُذكر أن السودان يشهد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث تسببت الحرب في نزوح الملايين وانهيار الخدمات الأساسية، وسط غياب أي أفق لحل سياسي قريب.