اعلان ماس فيتالس

وجوه خلف الحرب.. إرث الباقر العفيف يضيء ذاكرة السودان

سهام صالح

صحفية سودانية

فقد السودان اليوم أحد أبرز أعمدته الفكرية والنضالية، الدكتور الباقر العفيف، الذي غادر الحياة بعد صراع طويل مع المرض، تاركًا خلفه إرثًا غنيًا من الأفكار والرؤى التي تناولت قضايا الهوية، العدالة الاجتماعية، وحقوق الإنسان.

 

  • رحلة فكرية ملهمة

وُلد الباقر العفيف في بيئة أثرت بعمق في تكوينه الفكري والإنساني، حيث برع في رصد تعقيدات المجتمع السوداني من خلال كتاباته التي تنوعت بين المقالات الأكاديمية والدراسات السياسية. كانت أبرز إسهاماته كتابه “وجوه خلف الحرب”. هذا الكتاب الشهير تناول أزمة دارفور بمنظور اجتماعي وسياسي عميق، ليسلط الضوء على جذور الصراع ويقدّم قراءة استثنائية لواقع الهوية في السودان.

 

  • من النضال الوطني إلى الساحات الدولية

لم يقتصر عطاء الدكتور الباقر العفيف على المستوى المحلي. فقد شغل عدة مناصب دولية، أبرزها عمله كمسؤول إقليمي بمنظمة العفو الدولية، حيث أدار حملات حقوقية واسعة النطاق. كما عمل خبيرًا بمعهد السلام الأمريكي، مما أتاح له الإسهام في صياغة رؤى لمعالجة النزاعات.

 

على المستوى الأكاديمي، أضاف العفيف قيمة مميزة للتعليم العالي، سواء في جامعة الجزيرة بالسودان أو جامعة “ميتروبوليتان” بمانشستر، حيث كان أستاذًا لعلوم الشرق الأوسط.

 

  • “وجوه خلف الحرب”.. شهادة تاريخية

أصبحت كتابات الدكتور الباقر العفيف، خاصة كتابه الشهير “ما وراء دارفور”, مرجعًا رئيسيًا لكل من أراد فهم أزمات السودان من منظور إنساني وفكري. كما تناول كتابه “حقوق الإنسان في فكر الإسلاميين” تناقضات الفكر السياسي والديني في السودان بعمق وحرفية.

 

  • إرث خالد وإلهام مستمر

مع رحيله، يظل إرث الدكتور الباقر العفيف حاضرًا كنبراس للأجيال القادمة. فهو لم يكن مجرد كاتب أو أكاديمي، بل كان رمزًا للنضال من أجل الحرية والعدالة، وترك بصمة لا تُنسى في مسيرة السودان الفكرية والسياسية.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.