فيضان النيل الأبيض يجتاح مناطق جديدة: أزمة إنسانية تتفاقم وسط تبادل الاتهامات بين الجيش والدعم السريع

سهام صالح

صحفية سودانية

اجتاحت فيضانات النيل الأبيض مدينة الجزيرة أبا وعدداً من المناطق المحيطة، متسببة في دمار واسع النطاق وتشريد الآلاف من السكان. ومع استمرار تفاقم الأزمة، تتزايد الدعوات المحلية والدولية لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة.

 

وقال وزير البنى التحتية في ولاية النيل الأبيض، الطيب محمد الحسن، إن إغلاق قوات الدعم السريع لخزان جبل أولياء أدى إلى ارتفاع منسوب المياه، مما ساهم في اجتياح الفيضانات للمناطق السكنية والمرافق الحيوية. وقد غمرت المياه ثلثي مدينة الجزيرة أبا، مخلفة دمارًا في المنازل والبنية التحتية وتفشي الأمراض مثل الكوليرا.

 

وأكد ناشطون محليون أن الفيضانات طالت مدنًا أخرى مثل كوستي والكوة والقطينة، فيما تواصل المنظمات الإنسانية جهودها لمساعدة السكان المتضررين وسط تحديات كبيرة تعيق عمليات الإغاثة، بما في ذلك نقص الوقود وصعوبة الوصول إلى المناطق المنكوبة.

 

الأزمة تزداد تفاقمًا
أدى انتشار المياه إلى زيادة حوادث لدغات العقارب والثعابين، بينما اضطرت محطة مياه الشرب في الجزيرة أبا إلى التوقف عن العمل، مما زاد من معاناة السكان الذين يعتمدون عليها كمصدر أساسي للمياه.

 

وفي بيان، حمّلت قوات الدعم السريع الجيش السوداني مسؤولية الكارثة، مشيرة إلى أن قصف خزان جبل أولياء تسبب في أعطال كبيرة بالبوابات، ما أدى إلى تدفق المياه بشكل غير منضبط. ودعت القوات إلى تدخل فني مستقل لمعالجة الوضع.

 

نداءات استغاثة

أطلقت الجهات المحلية والمنظمات الإنسانية نداءات عاجلة لتوفير الإيواء، الغذاء، والدواء، وسط توقعات باستمرار الأزمة لأسابيع قادمة. وأكدت منظمة قباء لتنمية المجتمع الحاجة إلى وضع تروس واقية حول محطة مياه الشرب، لتجنب المزيد من الكوارث.