
الدعم السريع أمام المحك “فتح الخزان”: قرار واحد يمكن أن ينقذ السودان من كارثة
تحذر الأصوات الخبيرة من كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد مناطق واسعة في السودان، وتحديداً الجزيرة أبا، إذا لم يتم فتح بوابات خزان جبل أولياء لتصريف المياه المتدفقة من بحيرة فيكتوريا عبر جنوب السودان. ارتفاع منسوب المياه، نتيجة الأمطار الغزيرة، تسبب بالفعل في أضرار جسيمة بالمنطقة، وسط مطالبات عاجلة بتحرك سريع لاحتواء الأزمة.
- البداية من فيكتوريا: المياه تتدفق بلا توقف
بحيرة فيكتوريا، التي شهدت ارتفاعًا قياسيًا في منسوب المياه بمقدار 16 سم، دفعت أوغندا لفتح سدودها لتجنب التأثيرات الكارثية، ما أدى إلى تدفق كميات هائلة من المياه نحو جنوب السودان وصولًا إلى خزان جبل أولياء. الوضع الراهن في الجزيرة أبا يظهر حجم الكارثة، إذ أغلقت المياه الجسور الوحيدة، وقطعت الطرق الرئيسية، وفرضت حصارًا خانقًا على السكان.
- الجزيرة أبا: كارثة إنسانية تتفاقم
أدت الفيضانات إلى انهيار عشرات المنازل وغمر آلاف أخرى بالمياه، ما أجبر 300 أسرة على النزوح إلى مناطق أكثر أمانًا. تقارير غرفة الطوارئ المحلية أفادت بوفاة أربعة أشخاص يوميًا جراء تفشي وباء الكوليرا، بينما باتت المئات من الأسر مهددة بالغرق الوشيك وسط شح في الغذاء والخدمات الصحية.
- الدعم السريع تحت المجهر
يقع خزان جبل أولياء، المسؤول عن تنظيم تدفق المياه، تحت سيطرة قوات الدعم السريع التي تواجه انتقادات واسعة بسبب غياب المهندسين المتخصصين وعدم فتح بوابات الخزان، الأمر الذي فاقم الأزمة. الخبراء يحذرون من أن عدم اتخاذ هذا الإجراء العاجل قد يؤدي إلى غرق العاصمة الخرطوم، التي تبعد 40 كيلومترًا فقط عن الخزان، مع تدمير البنية التحتية الحيوية مثل كبري الحديد ومقرن النيلين.
- أصوات تطالب بالحلول العاجلة
البروفيسور تاج الدين الخزين أشار في تسجيل مصوّر إلى أن “ما يحدث في الجزيرة أبا ليس سوى بداية لكارثة أكبر”. وطالب بضرورة فتح بوابات الخزان فورًا لتصريف المياه وإنقاذ الأرواح والبنية التحتية.
- مناشدات عاجلة
الأهالي والمنظمات المدنية يدعون إلى التدخل السريع من الجهات الحكومية، والمنظمات المحلية والدولية لتوفير الغذاء، المأوى، والخدمات الصحية للمناطق المتضررة. كما يطالبون بتوفير صندل للردم وإقامة حواجز ترابية لمنع تمدد المياه.
في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية في عدد من المناطق المتضررة، تبرز الحاجة الملحة لتحرك سريع ومنظم من الجهات المعنية لتقديم الدعم والإغاثة لسكان الأحياء التي تواجه ظروفًا صعبة. وتشمل هذه الأحياء: الإنقاذ الغربي، زغاوة، حمر، مهادي، بني هلبة، دار حامد، الطيارات شرق، المزاد، قبا، أرض الشفاء، دار السلام، حلة نصر، أبو أم كوم، أركويت، وطيبة.
ويعاني سكان هذه المناطق من نقص حاد في الخدمات الأساسية، بما في ذلك الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الطبية، وسط مخاوف من تفاقم الأزمة إذا لم يتم التدخل العاجل.
وتطالب الجهات المحلية والدولية بالإسراع في توفير المساعدات اللازمة وتنسيق الجهود مع المنظمات الإنسانية لضمان وصول الإغاثة إلى المحتاجين بأسرع وقت ممكن، لتجنب كارثة إنسانية قد تتوسع آثارها.
الكارثة التي تضرب الجزيرة أبا تعكس الحاجة الماسة لتكاتف الجهود الوطنية لمواجهة التحديات البيئية والإنسانية. الحل واضح: فتح بوابات خزان جبل أولياء قبل أن يصبح الوقت متأخرًا جدًا.