ثورة ديسمبر: خمسة أعوام من الصمود والنضال نحو الحرية والسلام
بقلم: عبد الله رزق أبوسيمازة
تكمل ثورة ديسمبر العظيمة عامها الخامس كأكبر حراك ثوري جماهيري في السودان منذ الثورة المهدية، وتدخل عامها الجديد متسلحة بالعزيمة والتصميم المستمدين من صلابة الجماهير الثورية، الساعية إلى تحقيق الانتصار الكامل للثورة.
خلال السنوات الخمس الماضية، شهد السودان سلسلة متواصلة من المواجهات مع نظام الإنقاذ وبقاياه، ممثلة في قوى الردة بجناحيها المدني والعسكري. ظل الشعب في حالة ثورة مستمرة، ملأ خلالها الشوارع يوميًا تقريبًا بالمظاهرات المليونية، الوقفات الاحتجاجية، والاعتصامات، التي كان أبرزها الاعتصام التاريخي أمام القيادة العامة (6 أبريل – 3 يونيو 2019).
- معالم الثورة ومستجداتها
سلمية في مواجهة القمع: بدأت الثورة سلمية رغم العنف المفرط من النظام، واستمرت على ذات النهج، محققة إنجازاتها بالكفاح السلمي.
انطلاقة من الأقاليم: ابتدأت الثورة في مدن مثل مايرنو، الدمازين، وعطبرة، قبل أن تصل إلى العاصمة الخرطوم، مما أبرز اتساعها الجغرافي وشموليتها.
دور الشباب والنساء: كان للشباب والنساء دور محوري، مما أضفى على الحراك الثوري سمات مميزة بالغة الأهمية.
ابتكار أطر تنظيمية: طورت الثورة أدواتها التنظيمية، مثل لجان المقاومة وتحالف قوى الحرية والتغيير، وهو ما ساعد في استدامة الحراك.
- تحديات الثورة واستمرار الصراع
مع استمرار الصراع بين قوى الثورة وفلول النظام البائد، تبلورت أهداف الثورة وارتسمت شعاراتها بوضوح، كما ظهر في مواكبها المليونية.
الصمود أمام الانقلابات: تصدت الثورة لانقلابَي أبريل 2019 وأكتوبر 2021، اللذين هددا مسار التغيير الثوري.
المقاومة الشجاعة للحرب: قاومت الثورة بشجاعة حرب 15 أبريل، التي مثلت ذروة المؤامرات ضدها من قوى الردة.
مواجهة المجازر: ورغم مجازر فض اعتصام القيادة العامة والمواجهات الدامية مع الانقلابيين، ظلت شعلة الثورة مشتعلة، معبرة عن استعداد الجماهير للتضحية بلا حدود.
- نحو أفق التغيير
أبرز ما أفرزته السنوات الماضية هو وعي ثوري عميق وخبرات ميدانية واسعة اكتسبتها الجماهير، مما يجعل حجب أفق التغيير أمرًا مستحيلًا. بعزمها وعنفوانها، ستواصل الثورة السودانية نضالها حتى تحقيق أهدافها المتمثلة في الحرية، السلام، والعدالة.