مراكز الإيواء في ربك تتحول إلى مصيدة موت: وفاة أسرة بحريق مروع

ربك، الغد السوداني – مأساة جديدة تضاف إلى سجل المعاناة الطويلة للسودانيين النازحين جراء الحرب المستعرة في البلاد، حيث لقيت أسرة كاملة حتفها في حريق مروع اجتاح مركز إيواء بمبنى مدرسة خديجة بنت خويلد في حي الزهور.

الحادث الأليم الذي وقع ظهر اليوم أسفر عن وفاة الطفلين أسيل طارق (6 سنوات) وأواب طارق (4 سنوات)، فيما فارقت والدتهما، رميساء، الحياة لاحقًا متأثرة بجراحها الخطيرة. الحريق نشب بينما كان أفراد الأسرة داخل المركز، والذي يمثل ملاذًا مؤقتًا للعشرات من الأسر التي شُردت بسبب النزاع المستمر في البلاد.

تفاصيل الحادث ونداءات الاستغاثة

وفقًا لشهود عيان، اشتعلت النيران بشكل مفاجئ في الغرفة التي كانت الأسرة تقيم بها، دون تمكن أحد من إنقاذها في الوقت المناسب. لم تتضح بعد الأسباب المباشرة للحريق، لكن غياب وسائل الأمان الأساسية داخل مراكز الإيواء، إلى جانب الاكتظاظ وسوء البنية التحتية، يشير إلى مخاطر متزايدة تهدد حياة النازحين.

“لم نستطع فعل شيء سوى محاولة إخماد النيران بأدوات بدائية”، يقول أحد سكان المركز بحزن، مؤكدًا أن هذه ليست المرة الأولى التي تقع فيها حوادث مشابهة.

النزوح والحرب: مأساة بلا حدود

تُعد أسرة طارق واحدة من بين آلاف الأسر التي فرت من ديارها هربًا من ويلات الحرب الدائرة منذ أشهر في السودان. وتشهد مراكز الإيواء في ربك وغيرها أوضاعًا متدهورة، إذ يعاني النازحون من نقص في الغذاء والماء، إضافة إلى تزايد المخاطر الصحية والأمنية.

هذه الحادثة تسلط الضوء على أوضاع مأساوية تعيشها المجتمعات النازحة، وتثير تساؤلات ملحة حول دور السلطات والمنظمات الإنسانية في توفير الحماية والرعاية الكافية لهؤلاء الفارين من جحيم الحرب.