السودان على أعتاب مرحلة جديدة: “إعلان نيون” يدعو لوقف الحرب وتحقيق العدالة
جنيف – سويسرا، الغد السوداني
اتفقت قوى سياسية رئيسية وكيانات مدنية سودانية على “إعلان نيون”، الذي يتضمن مبادئ وآليات لحل الأزمة السياسية الراهنة في السودان ووقف الحرب الدائرة. جاءت هذه الخطوة بعد اجتماع استمر ثلاثة أيام في جنيف، نظمته وزارة الخارجية السويسرية بالتعاون مع منظمة “برو ميدييشن” الفرنسية، وشارك فيه ممثلو أبرز الأحزاب والقوى المدنية في البلاد.
ملامح الاتفاق: دعوة للتوافق ووقف الحرب
إعلان نيون يمثل أول وثيقة توافقية تحظى بدعم واسع من أحزاب رئيسية منذ سقوط نظام الرئيس المعزول عمر البشير. تشمل الأحزاب الموقعة: الحزب الاتحادي “الأصل”، حزب الأمة القومي، تحالف القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، وعدد من المكونات المؤثرة في “الكتلة الديمقراطية”، إلى جانب حركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نور.
أكد الإعلان على ضرورة تحقيق وقف فوري لإطلاق النار لأغراض إنسانية، والبدء في عملية سياسية شاملة تهدف إلى توحيد البلاد تحت حكم مدني ديمقراطي. كما شدد على تكوين جيش وطني مهني وموحد بعيدًا عن التجاذبات السياسية والحزبية.
رؤية متكاملة للحل
الوثيقة تضمنت عدة نقاط جوهرية:
1. إطلاق عملية سلام شاملة تعالج القضايا الإنسانية والسياسية والأمنية.
2. العدالة الانتقالية ومحاسبة مرتكبي الجرائم منذ انقلاب 30 يونيو 1989، وتسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية.
3. تأسيس حكم فيدرالي حقيقي يعترف بحق الأقاليم في إدارة شؤونها السياسية والاقتصادية.
4. تعزيز المشاركة النسائية والشبابية في العملية السياسية.
5. نبذ خطاب الكراهية وتعزيز ثقافة السلام.
توافق سياسي غير مسبوق
ضم الاجتماع شخصيات سياسية بارزة، مثل مريم الصادق، جعفر الميرغني، عمر الدقير، كمال بولاد، والهادي إدريس، مبارك الفاضل، إلى جانب شخصيات وطنية مثل نبيل أديب، الشفيع خضر، والسفير نور الدين ساتي.
وأكدت القوى الموقعة أن الوثيقة ليست نهائية، بل قابلة للتطوير عبر حوار شامل يضم كافة المكونات السياسية والمدنية.
دعوة دولية وإقليمية
دعا الإعلان المجتمع الدولي والإقليمي إلى تقديم الدعم الإنساني الفوري، وحث الأطراف المتحاربة على الالتزام بوقف إطلاق النار والعمل على استئناف المفاوضات السياسية. كما أكد على ضرورة حماية المدنيين والامتناع عن أي أعمال تسهم في إطالة أمد الحرب.
خطوة نحو السلام الشامل
يمثل “إعلان نيون” بارقة أمل لوقف الحرب ومعالجة جذور الأزمة السودانية. ومع تقديمه إطارًا واضحًا لحل الأزمة، يبقى نجاحه مرهونًا بمدى التزام الأطراف السودانية بتنفيذ مبادئه وفتح صفحة جديدة في تاريخ البلاد.