الربع الأخير للقمر: رحلة الضوء والظل في سماء نوفمبر

الغد السوداني – وكالات

غدًا، يطل علينا القمر بحلته الجديدة في الربع الأخير من دورته الشهرية، وهي مرحلة تُثير الفضول حول هذا الجرم السماوي الساحر. في هذا الطور، يصبح نصف القمر مرئيًا بوضوح، في مشهد يوازن بين النور والظلام، ليذكرنا بترتيب الكون ودقته المتناهية.

القمر، هذا الجار الكوني القريب، يمر بدورة معقدة من الأطوار تعرف بـ”منازل القمر”. تبدأ هذه الدورة بالمحاق، ثم الهلال، فالبدر المكتمل، وصولًا إلى الربع الأخير. هذه التحولات ليست مجرد مشاهد بصرية مذهلة، بل هي أيضًا انعكاس لدوران القمر حول الأرض، في مدار إهليلجي يتطلب حوالي 29.5 يومًا لإتمام دورته الكاملة.

 

لماذا تتغير أطوار القمر؟

خلال هذه الدورة، تتغير المواقع النسبية لكل من القمر والأرض والشمس. هذا التغير يحدد مدى الإضاءة التي نراها على سطح القمر من كوكبنا. وفيما يدور القمر حول الأرض، يتلقى جانبه المضاء ضوء الشمس باستمرار، إلا أن ما نراه نحن من هذا الضوء يختلف بناءً على موقعنا النسبي، مما ينتج مشاهد أطوار القمر.

 

في الربع الأخير، يكون النصف الغربي من القمر مضاءً، بينما يغرق النصف الآخر في الظلام، مما يشكل لوحة كونية فريدة. هذه المرحلة تمثل رمزًا للتوازن، حيث يتساوى تأثير النور والظلام قبل أن يبدأ القمر رحلة جديدة نحو المحاق.

 

تأثير القمر على حياتنا

ليس القمر مجرد زينة في سماء الليل، بل يلعب دورًا كبيرًا في حياتنا اليومية. يحدد القمر التقويم الهجري، ويوجه حركات المد والجزر، ويمثل مصدر إلهام للفنون والأساطير على مر العصور. كما أن مراقبة القمر بأطواره المختلفة تعد فرصة للتأمل في جمال الكون وعظمته.

 

غدًا، عندما ترفع عينيك نحو السماء، تذكر أن القمر ليس مجرد جرم سماوي يدور حول الأرض، بل هو جزء من قصة كونية أعظم، حيث تلتقي الفيزياء بالجمال.