قصف ومجاعة… دارفور تحت النار والفاشر على حافة الانهيار

الكارثة تتفاقم: نزوح 3,000 شخص في يوم واحد

الفاشر – الغد السوداني

في ظل تصاعد وتيرة العنف المسلح بين أطراف النزاع في دارفور، تواجه مدينة الفاشر موجة نزوح جماعية جديدة، إذ فرّ أكثر من 3,000 شخص إلى جبل مرة بحثًا عن الأمان. يأتي هذا النزوح بعد اشتداد المعارك بين الجيش السوداني وحلفائه من الحركات المسلحة ضد قوات الدعم السريع، التي تسعى للسيطرة على آخر معاقل السلطة المركزية في الإقليم المضطرب.

مأساة إنسانية في جبل مرة

وفقًا لبيان أصدره آدم رجال، المتحدث باسم تنسيقية النازحين واللاجئين في دارفور، فإن النازحين يعيشون أوضاعًا إنسانية “كارثية”، إذ يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة مثل الغذاء، الدواء، والمأوى. رجال ناشد المجتمع الدولي والجهات المانحة زيادة الدعم الإنساني لمواجهة الكارثة التي وصفها بـ”الغير مسبوقة”.

“جبل مرة لم يعد فقط معقلًا للنازحين ولكنه بات رمزًا للأزمة الإنسانية المتفاقمة في السودان”، هكذا اختصر رجال الوضع، مشيرًا إلى أن العدد الإجمالي للنازحين إلى المنطقة منذ مايو الماضي تجاوز نصف مليون شخص.

معارك عنيفة تصعّد الأزمة

على الجانب الميداني، شهدت مدينة الفاشر مواجهات عنيفة بين القوات المشتركة وقوات الدعم السريع. شهود عيان أفادوا بأن الأخيرة استخدمت المدفعية الثقيلة لقصف أحياء المدينة الشمالية والغربية، بينما رد الجيش بقصف جوي استهدف دبابات ومواقع تابعة لقوات الدعم في مناطق شرقية.

وأعلنت الفرقة السادسة مشاة، عبر منصة فيسبوك، أن الطيران الحربي دمّر دبابات ودفع قوات الدعم السريع إلى التراجع في منطقة “جقو جقو”، ما يشير إلى تصعيد جديد قد يزيد من معاناة المدنيين.

مخاطر إنسانية وأفق مسدود

في ظل استمرار المعارك، تزداد المخاوف بشأن مستقبل آلاف الأسر العالقة في مناطق النزاع. ومع قلة الموارد واستمرار القتال، يُطرح تساؤل كبير: هل يستطيع المجتمع الدولي كبح الأزمة؟