الريغي السوداني رسالة سلام من قلب الخرطوم: صعود ود الزين كأيقونة موسيقية جديدة
يشهد المشهد الموسيقي في السودان تطورًا ملحوظًا مع بروز نوع موسيقي جديد يلفت الأنظار، وهو “الريغي السوداني”. هذا النوع من الموسيقى، الذي يعكس تلاقحًا بين الجذور الأفريقية والنمط الموسيقي الجامايكي، بات يحظى بانتشار واسع بين الشباب السوداني. ومن بين الأسماء التي لمع نجمها في هذا المجال، يبرز الفنان الشاب ود الزين، الذي استطاع في فترة وجيزة أن يصبح رمزًا للريغي السوداني، محققًا نجاحات باهرة على منصات التواصل الاجتماعي.
نشأ ود الزين في بيئة فنية بامتياز، حيث تربى في أسرة تعشق الموسيقى؛ والده علي الزين خريج كلية الموسيقى والدراما، ومؤسس مركز علي الزين لتعليم الموسيقى في الخرطوم. هذا الدعم العائلي كان له دور أساسي في تشكيل موهبته. أخته الكبرى، إيمان علي الزين، تعزف على آلة الكمان، فيما تبرع أخته الصغرى إيسار بالغناء والعزف، أما شقيقه الأكبر فيعمل كفنان ومنتج وملحن.
بدأ ود الزين مشواره الفني في سن مبكرة، لكنه اختار أن يكون صوته مختلفًا عن السائد. فتوجه نحو الريغي، وهو قرار جريء في مشهد موسيقي محلي تسيطر عليه الأنماط التقليدية والراب. اليوم، استطاع أن يجذب جمهورًا واسعًا، حيث تجاوزت مشاهدات أغانيه الأخيرة حاجز الستة ملايين على منصات الفيديو.
رسالة السلام من خلال الموسيقى
بالرغم من تصنيفه من قبل البعض كفنان “رابر”، إلا أن ود الزين يرى نفسه موسيقيًا متعدد الأبعاد. يقول ود الزين في تصريح خاص لـ«الغد السوداني»: “أنا موسيقي، ولست رابر. أؤمن بأن الموسيقى، بكل أنواعها، تستطيع أن تكون وسيلة قوية لنقل رسائل السلام والتغيير”. يعتبر ود الزين أن موسيقى الريغي التي يقدمها تحمل رسالة الأمل والوحدة، وهو ما يجعله حريصًا على تطوير هذا النوع الموسيقي ليخدم قضايا بلاده، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها السودان حاليًا.
أعمال فنية جديدة في الأفق
فيما يتعلق بمشاريعه المقبلة، كشف ود الزين أنه يعمل حاليًا على مجموعة من الأغاني الجديدة التي يخطط لإصدارها قريبًا. وتهدف هذه الأعمال إلى تقديم تجارب موسيقية مبتكرة، تعكس روحه الفنية وتوجهاته الحديثة. وأضاف: “هدفي هو تطوير موسيقى الريغي بأسلوب سوداني فريد، يتماشى مع تطلعات الشباب”.
من خلال هذا التوجه، يسعى ود الزين ليصبح أحد رموز الموسيقى السودانية الحديثة، مقدمًا تجربة فنية تمزج بين الأصالة والابتكار.