اعلان ماس فيتالس

قوافل إنسانية في قلب الصراع: رحلة محفوفة بالمخاطر لإنقاذ الأرواح في السودان

نيروبي (وكالات) – الغد السوداني

 

في مشهدٍ يُجسّد واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، تتعرض مناطق عديدة في السودان لأزمة خانقة في الوصول إلى المساعدات الإنسانية، خاصة في ظل الصراع المستمر الذي تعصف به البلاد منذ شهور.

 

أعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، الخميس، عن نجاحه في تسيير ثلاث قوافل إنسانية إلى مدينة كادقلي بولاية جنوب كردفان ومعسكر زمزم للنازحين في شمال دارفور، وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب، بهدف تقديم مساعدات غذائية ضرورية للمناطق التي تواجه خطر المجاعة.

 

مساعدات تنتظر المرور الآمن

تأتي هذه القوافل في وقت تعاني فيه كادقلي من حصار خانق نتيجة للصراع العسكري بين قوات الدعم السريع، التي تسيطر على الطريق الرئيسي بين كادقلي والأبيض، والحركة الشعبية التي تُمسك بالطريق الواصل بين كادقلي والدلنج. هذا التعقيد في المشهد العسكري يعطل وصول المساعدات الإنسانية الحيوية إلى الآلاف ممن هم في أمسّ الحاجة لها.

 

وفي بيانه الأخير، دعا برنامج الغذاء العالمي إلى توفير ممرات آمنة لهذه القوافل، مؤكدًا أن “التسليم السريع والآمن للمساعدات الغذائية يعتبر أمرًا حاسمًا لإنقاذ الأرواح، خاصة في مناطق مثل معسكر زمزم الذي يحتضن ما يقارب نصف مليون نازح، ويواجهون شبح المجاعة منذ أغسطس الماضي”.

 

تحديات الوصول عبر طرق وعرة ونقاط تفتيش متفرقة

تقطع شاحنات برنامج الغذاء العالمي مسافات تصل إلى 1,500 كيلومتر عبر خطوط الصراع ونقاط التفتيش العديدة، في رحلة محفوفة بالمخاطر تهدف إلى إيصال المساعدات إلى محتاجيها. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، نجحت إحدى القوافل في العبور من معبر أدري على الحدود التشادية إلى دارفور، حاملةً مساعدات لنحو 12,500 شخص.

 

وقال إيدي رو، مدير برنامج الأغذية العالمي في السودان، إن “إبقاء معبر أدري مفتوحًا يُعد شريان حياة للملايين الذين يواجهون خطر المجاعة في دارفور”. مضيفًا أن “كل تأخير في وصول المساعدات يزيد من معاناة الأسر الجائعة، مما يجعل الالتزام بفتح الممرات الإنسانية أمرًا ضروريًا”.

 

أزمة تتفاقم في ظل غياب الحلول السياسية

مع تفاقم الأزمة الإنسانية واستمرار الصراع، تبقى آمال الملايين معلقة على قدرة المجتمع الدولي في الضغط على الأطراف المتنازعة لتوفير ممرات آمنة للمساعدات. فالبيئة التشغيلية في السودان تعدّ واحدة من أكثر البيئات تحديًا في العالم اليوم، مما يجعل توصيل المساعدات الإنسانية مهمة شبه مستحيلة.

 

وفي خضم هذه الأزمة، يُجدد برنامج الغذاء العالمي دعوته للمجتمع الدولي ولجميع الأطراف المتنازعة للتعاون وضمان وصول المساعدات للأسر السودانية المتضررة، مؤكدًا على أهمية احترام القانون الإنساني الدولي وتجنب استهداف القوافل الإنسانية.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.