
إضراب جزئي في مستشفى بشائر بعد حادثة اقتحام مسلح: الطواقم الطبية ترفض استقبال المرضى الجدد
الخرطوم – الغد السوداني
في تصعيد لافت، دخلت الكوادر الطبية بمستشفى بشائر في إضراب جزئي لليوم الثالث على التوالي، وذلك اعتباراً من 11 نوفمبر 2024، احتجاجاً على حادثة اقتحام عنيف نفذته قوات مسلحة على المستشفى، وفقاً لتصريحات غرفة طوارئ جنوب الحزام.
ووفقاً لمصادر طبية مطلعة، قرر العاملون في المستشفى وقف استقبال المرضى الجدد باستثناء الحالات الحرجة والطارئة، إلى حين توفير ضمانات أمان كافية لهم وللمرضى. وأفادت المصادر بأن الإضراب يشمل جميع الأقسام الطبية باستثناء الخدمات الضرورية مثل إنقاذ الحياة، وذلك في خطوة تعكس مدى استياء العاملين من الحادثة الأمنية.
تفاصيل الحادثة
وذكرت تقارير أن قوات مسلحة يُعتقد أنها تنتمي لقوات الدعم السريع، اقتحمت المستشفى وأطلقت وابلاً من الرصاص داخل قسم الطوارئ، مما أسفر عن مقتل أحد عناصرها وإثارة حالة من الهلع بين المرضى والكوادر الطبية. لحسن الحظ، تمكن الطاقم العامل في الوردية من الفرار دون إصابات، لكن الحادثة تركت أثراً نفسياً بالغاً على العاملين.
وأعربت غرفة طوارئ جنوب الحزام عن أسفها العميق لهذا الانتهاك الصارخ لحرمة المنشآت الطبية، داعية السلطات المعنية إلى تحمل مسؤولياتها في حماية الكوادر والمرافق الصحية من مثل هذه التجاوزات، التي تعد خرقاً للمواثيق والمعاهدات الدولية التي تضمن سلامة المرافق الطبية في زمن النزاعات.
تداعيات الإضراب
الإضراب يأتي في ظل ظروف اقتصادية وصحية صعبة تعاني منها البلاد، ويزيد من الضغط على النظام الصحي الهش بالفعل في العاصمة الخرطوم. وفي تصريح خاص لـ”الغد السوداني”، أوضح أحد الأطباء المشاركين في الإضراب أن العاملين لن يعودوا للعمل بشكل كامل حتى يتم تأمين المنشأة وحمايتها من أي تدخلات عسكرية مستقبلية.
وقال الطبيب الذي فضّل عدم الكشف عن هويته: “نحن هنا لخدمة المرضى، ولكن لن نعرض حياتنا للخطر بعد الآن. هذه الحادثة يجب أن تكون نقطة تحول في كيفية التعامل مع المرافق الطبية”.
ردود الأفعال
أثارت الحادثة غضباً واسعاً في الأوساط الطبية والحقوقية، حيث اعتبر العديد من المهتمين بحقوق الإنسان أن هذا الاعتداء يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي الإنساني. وطالبت منظمات محلية ودولية بفتح تحقيق عاجل لمحاسبة المسؤولين عن الحادثة.
ويترقب الجميع موقف السلطات والمنظمات الدولية ذات الصلة من هذه الأزمة، وسط دعوات متزايدة لوضع حدّ للاعتداءات على المؤسسات الطبية.