الفاشر تحت النار: هل يتغير مسار الحرب في دارفور؟
الفاشر – الغد السوداني
تواصل قوات “الدعم السريع” محاولاتها للسيطرة على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في واحدة من أعنف المواجهات العسكرية التي شهدها الإقليم منذ اندلاع النزاع المسلح بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” في العام الماضي. وفي ظل تصاعد حدة القتال، أصبحت الفاشر معزولة بشكل شبه كامل بعد استهداف الطرق الرئيسية المؤدية إليها، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وتزايد أعداد النازحين.
صراع عسكري متصاعد
خلال الأيام الأخيرة، شهدت الفاشر قصفاً مدفعياً مكثفاً من قبل “الدعم السريع” استهدف الأحياء الجنوبية والغربية للمدينة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 100 مدني وإصابة العشرات، وفقاً لتقارير محلية. وترددت أنباء عن اشتباكات عنيفة في محيط السوق الكبير وأحياء الكفاح والجيل، حيث تحاول القوات الموالية للجيش وحلفاؤها التصدي لهجمات القوات المدعومة بالطائرات المسيّرة والمدفعية الثقيلة.
تداعيات إنسانية كارثية
الوضع الإنساني في الفاشر يتدهور بسرعة مع استمرار الحصار المفروض منذ أشهر. مصادر طبية أفادت بأن المدينة تشهد نقصاً حاداً في الإمدادات الطبية والغذائية، مما يعرض حياة المدنيين للخطر. وتفيد التقارير بأن ما يزيد عن نصف مليون شخص قد نزحوا من المدينة باتجاه مناطق أكثر أماناً في جبل مرة ومناطق أخرى شمال السودان، في ظل ظروف قاسية.
أهمية الفاشر في النزاع
تشكل الفاشر المعقل الأخير للجيش السوداني في إقليم دارفور، مما يجعلها نقطة استراتيجية حاسمة في الصراع الحالي. إذا نجحت قوات “الدعم السريع” في السيطرة على المدينة، فإن ذلك سيعزز من نفوذها في الإقليم بأكمله، خاصة بعد أن بسطت سيطرتها على أربع من ولايات دارفور الخمس. وقد يؤدي هذا التحول إلى إعادة رسم خريطة النزاع، مع احتمالية تغيير التحالفات المحلية والإقليمية.
المخاوف الدولية
التدهور المستمر للأوضاع في الفاشر أثار قلق المجتمع الدولي، حيث دعت الأمم المتحدة والولايات المتحدة إلى إنهاء العنف فوراً. وقد حذر المبعوث الأممي للسودان من أن سقوط الفاشر في يد “الدعم السريع” سيؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، مما قد يهدد استقرار المنطقة بأسرها ويمتد تأثيره إلى دول الجوار مثل تشاد وليبيا.