ماذا يريد السودانيون من الرئيس الأمريكي الجديد؟ تطلعات ومطالب تعكس القلق والآمال
في الوقت الذي يحتدم فيه السباق الرئاسي الأمريكي بين دونالد ترامب وكاميلا هاريس، تتجه الأنظار نحو توجهات ومطالب الجاليات المختلفة داخل الولايات المتحدة. ومن بين هذه الجاليات، تبرز الجالية السودانية التي تعيش في أمريكا وتتطلع إلى دور أكثر فعالية في تشكيل سياسات البيت الأبيض، ليس فقط على الصعيد الداخلي، بل أيضًا على صعيد السياسة الخارجية المؤثرة في أفريقيا والسودان على وجه الخصوص.
منذ فترة، ارتفعت الآمال بين السودانيين في الداخل والخارج مع وجود تغييرات سياسية حادة تشهدها بلادهم، وتأتي التحديات الاقتصادية وعدم الاستقرار الأمني في السودان على رأس الأولويات التي يرغب السودانيون في أن يتم تناولها بجدية من قبل الإدارة الأمريكية المقبلة. إن السودانيين، حالهم كحال العديد من الجاليات العربية الأخرى، يتطلعون إلى رؤية رئيس يفهم تأثير السياسة الأمريكية الخارجية على بلدانهم الأم، لا سيما فيما يتعلق بقضايا التنمية المستدامة، الأمن والسلام، والمساعدات الإنسانية.
وفي ظل الانقسام السياسي الحالي في الولايات المتحدة، يتساءل السودانيون: من من المرشحين سيكون الأقدر على إحداث توازن في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه السودان؟ هل هو ترامب، الذي اتسمت فترة حكمه السابقة بنهج متشدد في بعض القضايا ومرونة في قضايا أخرى، أم كاميلا هاريس التي تعد برؤية شاملة تسعى لتحقيق التوازن بين المصالح الداخلية والخارجية؟
الجالية السودانية ليست بمعزل عن القضايا التي تؤرق المجتمع الأمريكي. فمع وجود قضايا مثل التمييز العرقي والهجرة، فإن السودانيين يتطلعون إلى رئيس يضمن لهم حقوقهم المدنية ويحميهم من السياسات التي قد تؤدي إلى تهميشهم. كما أن السودانيين يأملون أن تكون للرئيس المقبل رؤية واضحة تجاه النزاعات والتوترات في القارة الأفريقية، وأن يتجنب السياسات التي تفاقم من أزمات اللاجئين والمهاجرين.
إلى جانب ذلك، فإن الأحداث في الشرق الأوسط والحرب الروسية الأوكرانية تعكس قلق الجالية السودانية من احتمالية تصاعد النزاعات في المنطقة وتأثيرها على السودان، سواءً بشكل مباشر أو غير مباشر. هؤلاء السودانيون يريدون رئيسًا يضع في اعتباره العوامل الإنسانية ويتجنب القرارات التي تزيد من تعقيد الوضع الإقليمي.
لا يمكن تجاهل دور الإعلام في التأثير على توجهات الجاليات المختلفة، والسودانيون في أمريكا يطالبون بمنصات تتيح لهم التعبير عن مخاوفهم ومطالبهم بوضوح. إن التغطية الإعلامية العادلة تساهم في رسم سياسات أكثر شمولية ومرونة من قبل البيت الأبيض.
في نهاية المطاف، يترقب السودانيون في الولايات المتحدة بشغف ما ستسفر عنه الانتخابات القادمة، على أمل أن تلبي القيادة المقبلة تطلعاتهم وتساهم في تحسين أوضاعهم وأوضاع بلادهم.