«صمود» يتهم رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي بالانحياز لسلطة بورتسودان

الغدالسوداني،متابعات-قال التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة «صمود» إن تصريحات رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، محمود علي يوسف، التي أشاد فيها بما وصفه بـ«رؤية سلطة بورتسودان»، تمثل انحيازاً صريحاً لأحد أطراف القتال في السودان، وتشكّل خروجاً واضحاً عن قرارات ومبادئ الاتحاد الإفريقي التي تؤكد رفض الحلول العسكرية والدعوة إلى تغليب المسارات السلمية لإنهاء النزاعات.
وفي بيان أصدره  الأربعاء، عبّر التحالف عن استنكاره لما ورد في تصريحات رئيس المفوضية، معتبراً أنها لا يمكن التعامل معها كثناء عابر، بل تمثل – بحسب البيان – تزييفاً للحقائق ومحاولة لتوصيف مبادرة «بما ليس فيها»، خاصة في ظل تجاهلها التام لخارطة الطريق الرباعية التي سبق للاتحاد الإفريقي نفسه أن أيّدها، بما في ذلك مقترح الهدنة الإنسانية غير المشروطة لمدة ثلاثة أشهر، باعتبارها مدخلاً ضرورياً لإطلاق عملية سياسية جادة ذات مصداقية، تقودها قوى مدنية، وتنهي الحرب، وتضع البلاد على طريق الاستقرار والسلام المستدام.
وأشار التحالف إلى أن توقيت تصريحات رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي يثير القلق، إذ تزامنت مع تصريحات أدلى بها قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان خلال زيارته إلى تركيا، رجّح فيها خيار الحسم العسكري، وتنصّل من الالتزامات السابقة الواردة في خارطة الطريق الرباعية. ولفت البيان إلى أن هذا الموقف قوبل بانتقاد صريح من وزارة الخارجية الأمريكية، التي اعتبرت أن مثل هذه التصريحات تعرقل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إحلال السلام ووقف الحرب في السودان.
وأضاف البيان أن إشادة رئيس المفوضية جاءت في تعارض مباشر مع المواقف الدولية المتزايدة الضاغطة من أجل وقف القتال، واعتبرها التحالف بمثابة مباركة غير معلنة لخطة إطالة أمد النزاع التي طرحتها سلطة بورتسودان، وهو ما يتناقض مع الدور المفترض للاتحاد الإفريقي كمنظمة إقليمية معنية بدعم السلام والاستقرار في القارة.
وأكد تحالف «صمود» رفضه القاطع لما وصفه بمحاولات تقديم دعم سياسي لسلطة بورتسودان «بأي وسيلة وبأي ثمن»، وعلى حساب التاريخ والمواقف المبدئية للاتحاد الإفريقي، داعياً دول القارة إلى عدم السماح بتوظيف المنظمة الإفريقية لخدمة أجندات سياسية لا تعكس روح الاتحاد ولا مبادئه المؤسسة.
وحذّر التحالف من أن مثل هذه المواقف تُفقد الاتحاد الإفريقي حياده المطلوب، وتضعف قدرته على لعب دور الوسيط النزيه بين الأطراف السودانية، واصفاً ذلك بالأمر المؤسف الذي يستوجب المعالجة والتصحيح. وشدّد في ختام بيانه على أن السودان في هذه المرحلة الحرجة بحاجة إلى تضافر الجهود الإقليمية والدولية لإحلال سلام فوري وعادل، لا إلى مواقف من شأنها تأجيج الحرب وإطالة أمد معاناة الشعب السوداني.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.