ترمب يطالب “حماس” بإلقاء السلاح ويهدد إيران بـ”ضربة قاضية” من مارالاغو

الخرطوم، الغد السوداني ـ في تصعيد سياسي وأمني لافت، دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب حركة “حماس” إلى إلقاء السلاح، ملوّحاً في الوقت ذاته بتوجيه “ضربة قاضية” لإيران إذا عاودت بناء برنامجها النووي. تصريحات ترمب جاءت خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في منتجع مارالاغو بولاية فلوريدا، في توقيت حساس تشهده مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وسط مخاوف أميركية من تعثر المرحلة الثانية من الاتفاق.

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوم الإثنين، أن على حركة “حماس” التخلي عن سلاحها، في موقف يتقاطع مع الطرح الإسرائيلي بشأن مستقبل قطاع غزة، ويأتي بعد ساعات من إعلان الجناح العسكري للحركة تمسكه بسلاحه.

وقال ترمب، خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقر إقامته بمنتجع مارالاغو في ولاية فلوريدا، إن “لا بد من تخلي حماس عن السلاح”، مشدداً على أن المرحلة المقبلة من اتفاق وقف إطلاق النار يجب أن تفضي إلى واقع أمني جديد في غزة.

وفي تصعيد متزامن، وجّه ترمب تهديداً مباشراً لإيران، محذراً من أن الولايات المتحدة ستشن هجمات جديدة “بسرعة” إذا حاولت طهران إعادة بناء برنامجها النووي الذي قالت واشنطن إنها استهدفته في يونيو (حزيران) الماضي. وأضاف مخاطباً الصحافيين: “أسمع أن إيران تحاول معاودة بناء برنامجها النووي، وإذا كان الأمر كذلك، فعلينا أن نقضي عليها. سنوجه لها ضربة قاضية”.

ورغم نبرته الحادة، أشار ترمب إلى أنه لا يزال منفتحاً على التفاوض مع إيران بشأن اتفاق جديد، واصفاً أي تفاهم محتمل بأنه سيكون “أكثر ذكاء”.

وفي سياق متصل، قال ترمب إنه تحدث إلى الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، الذي أبلغه، بحسب قوله، بأن العفو عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “في طريقه” للصدور، معتبراً أن نتنياهو “رئيس وزراء في زمن حرب” و”بطل”. غير أن مكتب هرتسوغ نفى لاحقاً إجراء أي محادثات مع ترمب بهذا الشأن خلال الأسابيع الماضية.

وكان نتنياهو قد وصل، اليوم الإثنين، إلى مارالاغو لعقد خامس لقاء مع ترمب في الولايات المتحدة منذ عودة الأخير إلى البيت الأبيض قبل نحو عام. ومن المتوقع أن تتركز المحادثات على المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، إلى جانب الملف الإيراني، في ظل تقارير تفيد بأن نتنياهو سيدفع باتجاه توسيع الضربات الأميركية ضد طهران.

ويأتي الاجتماع في وقت يسود فيه قلق داخل البيت الأبيض من مماطلة كل من “حماس” وإسرائيل في تنفيذ استحقاقات المرحلة الثانية من الاتفاق، التي يُفترض أن تشمل ترتيبات سياسية وأمنية أوسع في القطاع.

وتتحدث تقارير عن سعي إدارة ترمب إلى الإعلان، في موعد أقصاه يناير 2026، عن حكومة تكنوقراط فلسطينية في غزة، مع نشر قوة دولية لحفظ الاستقرار، وهو ما يضع مسألة نزع سلاح “حماس” في صلب النقاشات المقبلة.

في المقابل، حذّرت إيران من أن أي هجوم جديد عليها سيترتب عليه “عواقب أشد”، معتبرة أن التقارير عن إعادة بناء برنامجها النووي تندرج في إطار “حرب نفسية”. كما أشار محللون إلى أن تركيز نتنياهو المتزايد على الصواريخ الإيرانية قد يكون محاولة لخلق مبرر بديل للتصعيد، في ظل تراجع الذرائع المتعلقة بالبرنامج النووي.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.