العنف الجنسي والجوع والخيام: صورة صادمة للأزمة الإنسانية في السودان

الخرطوم، الغد السوداني – وصفت المقررة الأممية للشؤون الإنسانية في السودان، دينيس براون، الأوضاع الإنسانية في السودان بأنها “مروّعة”، محذرة من أن ملايين السودانيين يعيشون في ظروف كارثية وسط حرب مستمرة، مجازر وانتهاكات جنسية ممنهجة. مع عجز التمويل الإنساني الذي يصل إلى 60%، تتفاقم معاناة النازحين والأطفال، فيما يدعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته العاجلة لتقديم المساعدات الأساسية.

في حوار صادم مع قناة الجزيرة، رسمت دينيس براون صورة قاتمة للأزمة الإنسانية في السودان، مشيرة إلى أن المجتمع الدولي يتحمل جزءًا كبيرًا من مسؤولية التقاعس عن إنقاذ ملايين المدنيين الذين يواجهون الموت والجوع والاعتداءات الجنسيّة.

وقالت براون إن نسبة التمويل المتوفرة لتلبية الاحتياجات الأساسية لم تتجاوز 40%، ما يخلق فجوة “مخزية وصادمة” بين حجم الكارثة الإنسانية وما يُقدَّم فعليًا على الأرض. وأضافت أن ملايين السودانيين يفرّون من منازلهم ويعيشون في خيام ومساكن بلاستيكية، بينما تُحرم الأطفال من التعليم ويواجه الاقتصاد انهيارًا شبه كامل.

وأبرزت المسؤولة الأممية العنف الجنسي المنظم كأحد أبشع وجوه الأزمة، موضحة أن النساء والفتيات والأطفال يواجهون اغتصابًا جماعيًا وانتهاكات تصل إلى حد التعذيب، في ظل غياب أي حماية فعّالة.

خلال زيارتها لمخيم طويلة قرب الفاشر، روت براون مشاهد صادمة لنساء وأطفال يجوبون طرقًا خطرة بحثًا عن المساعدات، لكنها لم تجد ما يمكن تقديمه لهم، معربة عن شعورها بالخزي العميق إزاء الواقع الإنساني في السودان.

وأشارت إلى أن ضعف الاستجابة الدولية يعكس عجز المجتمع الدولي عن التعامل مع أزمات متعددة في آن واحد، مؤكدة أن ما شهدته الفاشر من مجازر خلال أكتوبر كان كافيًا لإثارة تحرك دولي عاجل.

واختتمت براون حديثها بدعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته كاملة، مؤكدة أن الدعم الحالي لا يرقى لتلبية احتياجات الملايين المحاصرين في دائرة الحرب والعنف، داعيةً إلى تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للنساء والأطفال الذين يخاطرون بحياتهم يوميًا.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.