بين التاريخ والطموح: الجزائر والسودان يفتتحان مشوارهما القاري
الغدالسوداني،متابعات-يفتتح منتخبا الجزائر والسودان مشوارهما في كأس الأمم الإفريقية 2025، حين يلتقيان مساء الأربعاء على ملعب الأمير مولاي الحسن بالعاصمة المغربية الرباط، ضمن منافسات المجموعة الخامسة، في مواجهة تُعد من أبرز لقاءات الجولة الافتتاحية لما تحمله من دلالات فنية وتاريخية.
وتكتسب المباراة أهمية خاصة كونها أول مواجهة رسمية تجمع المنتخبين في تاريخ نهائيات كأس أمم إفريقيا، ما يمنحها طابعًا استثنائيًا ويجعل نتيجتها مفتوحة على مختلف السيناريوهات، رغم الأفضلية التاريخية للمنتخب الجزائري.
تاريخ المواجهات
سبق للمنتخبين أن التقيا في ثماني مباريات خارج إطار نهائيات كأس الأمم الإفريقية، تنوعت بين مواجهات ودية وبطولات عربية وقارية، وتميل الكفة خلالها لصالح الجزائر التي حققت أربعة انتصارات، مقابل أربعة تعادلات دون أي فوز للسودان.
وشهد عام 2025 مواجهتين بين الطرفين؛ الأولى في ربع نهائي بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين “توتال إنيرجيز”، وانتهت بالتعادل 1-1 قبل أن تحسم الجزائر التأهل بركلات الترجيح (4-1)، فيما انتهت المواجهة الثانية أمام قطر في كأس العرب “فيفا” بالتعادل السلبي على ملعب الريان.
ورغم التفوق الرقمي لمحاربي الصحراء، فإن الأداء المتطور للمنتخب السوداني في السنوات الأخيرة عزز من حدة التنافس المرتقب بين الطرفين.
الجزائر تبحث عن استعادة البريق
يدخل المنتخب الجزائري، المتوج بلقب كأس الأمم الإفريقية مرتين (1990 و2019)، البطولة بطموح استعادة مكانته القارية، بعد خروجه المخيب من النسختين السابقتين.
ويعوّل المدرب فلاديمير بيتكوفيتش على مزيج من الخبرة والمهارة في صفوف الفريق، لتحقيق انطلاقة قوية تعيد الثقة للجماهير وتؤكد جدية المنافسة على اللقب.
وقال بيتكوفيتش خلال المؤتمر الصحفي بالرباط:
“لا يمكننا النظر إلى الخلف، هذه بطولة جديدة بذهنية جديدة. طلبت من اللاعبين عدم التفكير في الأمس، لأن الأهم هو ما يقدمه الفريق اليوم. المنتخب يستعد لبدء هذه المغامرة بثقة وإيجابية وهدوء”.
السودان وطموح كتابة التاريخ
في المقابل، يخوض منتخب السودان المواجهة بروح عالية، في أول ظهور له بنهائيات كأس الأمم الإفريقية منذ نسخة 2021، مستندًا إلى تطور واضح في الأداء الجماعي والنتائج خلال الفترة الماضية.
ويطمح “صقور الجديان”، المتوجون بلقبهم القاري الوحيد عام 1970 على أرضهم، إلى تحقيق نتيجة إيجابية أمام أحد كبار القارة، بما يعزز حظوظهم في المنافسة على إحدى بطاقتي التأهل عن المجموعة.
وأكد مدرب المنتخب السوداني، كواسي أبياه، صعوبة المهمة، قائلاً:
“الجزائر من أفضل المنتخبات في إفريقيا والعالم، وتضم لاعبين موهوبين وذوي خبرة كبيرة. درسنا الفريق جيدًا ونعلم أن المباراة ستكون صعبة، لكننا نثق في قدرات لاعبينا”.
