
أكثر من 600 ألف نازح ومئات القتلى: الحرب السودانية تتحول إلى كابوس إنساني
الخرطوم، الغد السوداني- حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” من تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان، مع استمرار الحرب وتصاعد موجات العنف، التي أدت إلى نزوح عشرات الآلاف من المدنيين، خصوصًا في إقليمي كردفان ودارفور.
وقالت “أوتشا” إن نحو 2200 شخص نزحوا خلال الأيام الماضية من مناطق متفرقة بولاية جنوب كردفان، فيما استقبلت ولاية النيل الأبيض أكثر من 15 ألف نازح من كردفان منذ نهاية أكتوبر الماضي.
وفي تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، وُصفت مدينة الفاشر ومحيطها بأنها تحولت إلى “مأساة إنسانية مفتوحة”، تتجاوز فيها المواجهات العسكرية إلى موجات من القتل الجماعي والاغتصاب والعنف الجنسي، مع نزوح واسع النطاق داخل السودان وخارجه.
ونقل التقرير شهادات مروعة من المدنيين الذين اضطروا للتنقل ليلاً هربًا من الموت، مؤكدين أن من يقع في قبضة قوات الدعم السريع يواجه مصيرًا دموياً. وأشارت إحدى الفارات إلى أنها دفعت نحو 2500 يورو مقابل الهروب، بعد أن قتل جميع أفراد أسرتها.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن أكثر من 600 ألف شخص نزحوا من مناطق النزاع، بينما يقدر عدد المفقودين بنحو 150 ألفًا، في واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم. ويشير تقرير نيويورك تايمز إلى مخيم أوركاسوني شرق تشاد، الذي أصبح ملاذًا لأكثر من 100 ألف لاجئ فقدوا كل شيء، وسط نقص حاد في الغذاء والخدمات الصحية، مع استمرار تدفق النازحين من السودان.
وارتفع عدد اللاجئين السودانيين في تشاد إلى نحو 900 ألف شخص، هربًا من القتال والانتهاكات، فيما لا يزال الغياب التام لأي أفق سياسي لإنهاء الحرب يدفع المدنيين ثمنها الأكبر.
